تأثير التأتأة على الحالة النفسية للكبار!
"لم أعد أتحمل كم الضغوطات النفسية الناجمة عن التلعثم الذي أعانيه..
لم أعد أطيق شعور العجز والاحساس بعدم القيمة الناتج عن عدم القدرة عن التعبير عن نفسي وذاتي.."
يدور هذا في ذهن المتلعثم بشكل متكرر، لذا تعال معي لنتحدث في هذا المقال عن تأثير التأتأة على الحالة النفسية للكبار بشكل مفصل.
تأثير التأتأة على الحالة النفسية للكبار
يؤثر التلعثم بشكل مباشر على الحالة النفسية للمتلعثم في المراحل العمرية المختلفة، خاصة مرحلة المراهقة والشباب حينما يبدأ الشخص في الشعور بذاته.
ومن الأمراض النفسية التي يمكن أن يسببها التلعثم ما يلي:
- الرهاب الاجتماعي.
- الاكتئاب.
- فقدان تقدير النفس والذات.
- فقدان الكثير من تفاصيل الحياة الاجتماعية والعاطفية.
- التأثير بشكل مباشر على اختيارات الحياة المهنية.
وسوف نتناول في هذا المقال كل التفاصيل حول تلك المشاكل النفسية المختلفة.
لماذا يجب علينا دراسة الحالة الذهنية للمتلعثم؟
التلعثم هو اضطراب متعدد الأبعاد، وكما نعلم أنه تتعدد الأبحاث التي تتكلم عن أسباب التلعثم أو أعراضه أو سبل تخفيف حدته، ولكن يندر الأبحاث والدراسات التي تتحدث عن تأثير التأتأة على الحالة النفسية للكبار.
لذا علينا الإكثار من الحديث عن تلك الأمور النفسية العميقة في نفس المتلعثم حتى يشعر أن هناك من يعلم ما يدور بقلبه وعقله.
شاهد أيضاً التأتأة المفاجئة | أهم 6 أسباب للتأتأة المفاجئة عند الكبار
التأتأة والقلق
يشيع القلق الاجتماعي والقلق العام والضغط الشديد بين المتلعثمين.
يشعر المتلعثم دائما أنه تحت الأنظار ومعرض لإطلاق الأحكام غير الجيدة عليه وعلى شخصيته بسبب تلعثمه، ويؤدي هذا الشعور إلى الإحراج الدائم له مما يزيد من القلق والرهاب الاجتماعي.
ومن أعراض الرهاب الاجتماعي التي تسببها التأتأة ما يلي:
- تسارع نبضات القلب.
- شد العضلات وتصلبها.
- قصر النفس.
- الشعور بالدوار والصداع طويل الأمد.
وقد تزيد تلك الأعراض من شدة وسوء التلعثم، مما يزيد أيضاً من القلق في حلقة مغلقة بين التلعثم والقلق.
التأتأة والاكتئاب
قد لا تسبب التأتأة الاكتئاب، ولكن عدم قدرة المتلعثم على التعبير عن نفسه بمرور الزمن، بالإضافة إلى تطور الرهاب الاجتماعي والرغبة في الانعزال التام عن العالم قد يزيد من حدة الاكتئاب في حالة وجوده.
ومن أعراض الاكتئاب الناجمة عن تأثير التأتأة على الحالة النفسية للكبار ما يلي:
- الشعور بعدم الاهتمام والشغف بأنشطة الحياة المختلفة.
- زيادة عدد فترات النوم والاجهاد والتعب.
- الشعور بالتوتر الدائم.
- تغيرات في الشهية وعدم انتظام الوزن.
- التقلبات المزاجية المتكررة.
- الشعور بعدم الرغبة في الحياة.
تقدير الذات وتأثير التأتأة على الحالة النفسية للكبار
المتلعثم لا يخاف فقط من تلعثمه، ولكنه أيضا يشعر بالقلق الشديد حيال الطريقة التي ينظر بها إليه المستمع أثناء تلعثمه.
وتسبب الانطباعات السلبية الصادرة عن المستمع العديد من الاحاسيس السيئة للمتلعثم مما يسبب بعض فقدان التقدير للذات والرغبة في إنهاء الحوار على التو.
مما لا شك فيه أنه إذا صدرت تلك التعبيرات السلبية من أقرب الناس للمتلعثم كوالديه أو أصدقائه المقربين فيكون التأثير السلبي مضاعفاً، مما يزيد من تقدير المتأتئ لذاته ويؤثر ذلك على حياته عندما يكبر ويترعرع.
وأوضح العالم بويل عام 2009 أن التلعثم هو اضطراب لا ارادي تماما ولا يجب على المتلعثم أن يلوم نفسه أبداً على تلعثمه بأي شكل من الأشكال.
كما أشار "بويل" أن المتلعثم قد يفضل عدم الحديث نهائياً على أن يتلعثم أمام أحد ويصدر عنه تلك التعبيرات السلبية بسبب تلعثمه، مما قد يقلل من تقديره لنفسه وقدراته.
اكتشف الحل الجذري للتلعثم والأمراض النفسية المرتبطة به من هنا
التأتأة والحياة العاطفية
أوضحت بعض الدراسات التي أجريت عام 1969 أن حوالي 7٪ فقط من المتلعثمين لديهم الرغبة في الزواج، بينما وجد الباقي أن التأتأة لها تأثيراً سلبياً كبيراً في التواصل مع الجنس الآخر.
وبكل الحزن، فإن معظم المتلعثمين يتجنبون الدخول في علاقات زواج أو ارتباط بالجنس الآخر كما أوضحت الدراسات التي أجراها "شيرز وبوبرج" عام 1990.
لذا فيلجأ معظم المتلعثمين للوحدة خوفاً من رهابهم الاجتماعي، وخوفاً من أحكام الآخرين عليهم بسبب تلعثمهم.
في نهاية مقال تأثير التأتأة على الحالة النفسية للكبار عليك معرفة ما يلي:
- يسبب التلعثم العديد من المشاكل النفسية للكبار.
- القلق والرهاب الاجتماعي من أبرز المشاكل التي تواجه المتلعثم في حياته.
- قد تزيد التأتأة من حدة الاكتئاب في حالة وجوده.
- قد يفقد التلعثم صاحبه تقديره لذاته وقدراته.
- يميل معظم المتلعثمين للوحدة والبعد عن العلاقات العاطفية خوفاً من أحكام الآخرين عليهم.
- التلعثم قد يفقد صاحبه القدرة على اتخاذ بعض القرارات المصيرية في حياته المهنية.