للمتلعثمين | هل التأتأة مرض نفسي أم وراثي؟

 هل التأتأة مرض نفسي؟! 

تتعدد النظريات التي تتحدث عن أسباب التأتأة والتي أرجعها البعض إلى كونها أحد الأمراض النفسية، ولكن هل هذا الكلام صحيحاً؟! 


جئنا لك بهذا المقال المفصل لنتكلم في هذا الموضوع بشكل علمي بسيط مفصل حتى تتعرف على أسباب التأتأة، ولنجيب عن سؤال " هل التأتأة مرض نفسي؟".

هل التأتأة مرض نفسي؟


هل التأتأة مرض نفسي؟ 

بعد قراءتك لهذا المقال سوف تتعرف على إجابة السؤال في نهايته فتابع معي ولا ترمش.

هل يمكن أن تكون التأتأة مرض نفسي بشكل مطلق؟

وجد العلماء في بداية التعرف على اضطراب التلعثم في اعتقادات خاطئة أن التأتأة تنتج عن مشاكل في الأحبال الصوتية والحنجرة.


كما أرجعها البعض أيضا إلى حدوث صدمات نفسية أو القلق أو مشاكل في تربية الأطفال تحدث تلك الاضطرابات الكلامية.


أما مؤخرا فقد وجد الأطباء حدوث شئ غريب في مخ المتلعثمين ألا وهو وجود تغيرات في تدفق الدم لبعض مناطق المخ بشكل يختلف عن غير المتلعثمين.


ونتيجة هذه التغيرات أكد العلماء اختلاف مخ المتلعثم عضوياً ووظيفياً عن غير المتلعثم، وهو ما يمكن أن يرجع أسباب التأتأة لوجود خلل عقلي يؤثر بشكل مباشر على طريقة الكلام.

لماذا من الخطأ إرجاع سبب التلعثم إلى العوامل الجينية فقط؟

أوضحت جمعية المتلعثمين الأمريكية أن التلعثم يمكن أن يكون وراثيا بدرجة كبيرة ولكن ليس سببا مطلقاً، فوجود بعض المؤثرات الخارجية مثل الصدمات النفسية أو ما شابه قد يكون له دور غير قليل في حدوث التأتأة.


ونستدل على ذلك أن كثيراً من المتلعثمين يتحسنون بشكل ملحوظ بعد الذهاب إلى طبيب نفسي وحضور بعض جلسات التخلص من الرهاب الاجتماعي والخوف والقلق، بالإضافة إلى استخدام بعض المهدئات.


لذا فإن التلعثم قد يحدث لسبب وراثي جيني ولكن ليس هذا سببا مطلقاً فالتلعثم يحدث نتيجة مجموعة من العوامل المختلفة والتي تجيب عن سؤالنا "هل التأتأة مرض وراثي؟" ، وهذه العوامل هي


  • خلل في وظائف المخ وتدفق الدم إلى منطقة الكلام بالمخ.
  • وجود عوامل وراثية جينية.
  • حدوث بعض المؤثرات البيئة التي تزيد من حدة التلعثم مثل الصدمات النفسية والتي قد تصيب المتلعثم بالخوف والرهاب الاجتماعي وهو ما يزيد من شدة التلعثم في حلقة مغلقة بين التلعثم والخوف.

هل يستطيع الطب النفسي التأثير على حدة التأتأة؟

نعم، للطب النفسي دور كبير في رحلة التحكم بالتأتأة، فكما نعلم أن معظم المتلعثمين يعانون من الخوف والقلق والرهاب الاجتماعي والرغبة الدائمة في العزلة.


وبناء على ذلك فإن الطب النفسي له الدور الرئيسى في إطلاق أجنحة المتلعثم وقطع الحلقة المغلقة بين التأتأة والخوف والتي تكبل المتلعثم وتجعله يشعر بالقيود.


لذا فأحد أهم خطوات رحلة التحكم في التأتأة هي الذهاب إلى الطبيب النفسي لعلاج التأتأة والخوف والمداومة معه حتى تتحسن تماما وتتيقن من أنك قد تخلصت من كل الأمراض النفسية التي تعيقك عن الاستمتاع بالحياة.

خطوات التحكم في التأتأة

  1.  تقبل نفسك على حالها واعلم أن الله خلقك بهذا الابتلاء ويختبر صبرك، فإذا تقبلت نفسك سيتقبلك الجميع.
  2.  الذهاب إلى طبيب نفسي والمداومة معه حتى تتحسن تماماً.
  3.  زيارة اخصائي تخاطب بشكل دوري لتنظيم النفس وأداء تمارين كلامية مفيدة في رحلة التحكم بالتأتأة.
  4.  داوم على دعاء موسى لربه" رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" 


في نهاية هذا المقال وبعد اجابتنا على سؤال "هل التأتأة مرض نفسي" أود أن أطمئنك أن في نهاية الطريق نور ولكن يحتاج إلى صبر وجلد كبير.



طبيب بشري ومتخصص في كتابة المقالات الطبية وخاصة في مجال الصحة النفسية ..

google-playkhamsatmostaqltradent