علاج سرعة الكلام قد يختلف بعض الشيء من الأطفال إلى الكبار، ولكنه في المجمل يسعى نحو هدف واحد وهو تحسين طريقة التحدث، كي يتمكن المريض من التواصل مع الآخرين، ومن خلال هذا المقال نرى صورة واضحة عن المرض وأسبابه، والعلامات الدالة عليه، وطرق علاج سرعة الكلام المختلفة، فلنتابع.
سرعة الكلام
هناك بعض المعلومات المهمة التي يجب معرفتها جيدًا عن مشكلة سرعة الكلام التي يصاب بها الأطفال أو الكبار، وتضمن ما يلي:
سرعة الكلام يعرف أيضًا باسم تشوش الكلام أو خلل السرعة الزائدة في الكلام أو الكلام الفوضوي.
هذه التعبيرات المختلفة تصف فعل واحد وهو التحدث بطريقة غير واضحة وغير مفهومة، كما يبدو المتحدث بهذه الطريقة وكأنه يعبئ الحوار بالكلمات دون التفكر بما يقوله، كما أنه يستخدم جمل ليس لها علاقة بسياق الحديث.
و في الغالب يواجه المستمع صعوبة بالغة في استنتاج ما يقوله؛ نظرًا لفوضويتها الملحوظة.
أعراض سرعة الكلام
وفي ضوء الحديث حول علاج سرعة الكلام، نشير فيما يلي إلى أهم صفات الشخص سريع الكلام:
- الحشو في الكلام، وعدم وضوح الكلمات، وسرعة صياغتها.
- اتصال الجمل ببعضها وعدم وجود فواصل بينها.
- اتصال المقاطع ببعضها، كما تتصل الأصوات كذلك.
- قد لا يتم المتحدث كلماته وينقص منها بعض الأحرف.
- قد يتوقف المريض في مواضع غير مناسبة، مثل التوقف في وسط العبارة.
- تكرار بعض الكلمات والجمل بصورة غير منطقية.
- قد ينسى بعض الحروف أثناء التحدث أو حتى المراسلة.
- كلامهم دائمًا مشوش وفوضوي للغاية.
- في بعض الأحيان لا يتحدث المريض بشكل سريع، ولكنه يدفع العبارات دفعًا بصورة غير منمقة.
- يصعب عليه ترجمة الأفكار بداخله إلى جمل مفيدة يمكنه الإفصاح عنها.
أسباب سرعة الكلام
أولًا: الأسباب غير المرضية، وتتضمن ما يلي:
- الخوف الشديد.
- القلق والتوتر.
- فرط الحماس.
ثانيًا: الأسباب المرضية، وتتمثل فيما يلي:
- خلل في التفكير.
- الإصابة بمتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- الإصابة باضطراب في النطق.
- الإصابة باضطرابات سمعية.
- الإصابة بمتلازمة اسبرجر أو التوحد.
- الإصابة بصعوبات في التعلم أو التفكير.
- الإصابة باضطرابات حركية.
علاج سرعة الكلام لدى الأطفال
علاج سرعة الكلام لدى الأطفال تشمل مجموعة من الاستراتيجيات المهمة، نوضحها كما يلي:- تدريب الطفل على التحدث ببطء، كي يتمكن المستمعون له من فهمه، ويمكن تطبيق ذلك من خلال أن نجعله يقرأ عبارات من كتابه المفضل ببطء.
- تحسين نطق الطفل، وتوجيهه بألا يحذف الحروف من الكلمات، والتي تعيق المستمع من معرفة ما يقوله.
- تعليم الطفل كيف ينطق الأصوات بتأني مع المبالغة في نطقها إلى أن تخرج سليمة وطبيعية في النهاية.
- تدريب الطفل على التحدث بنبرة صوت طبيعية لا هي بالمنخفضة غير المفهومة أو المرتفعة والمزعجة، ويمكن مساعدته في ذلك من خلال قراءة بعض الجمل بنبرات مختلفة.
علاج سرعة الكلام لدى الكبار
- استخدام الأدوية: مثل ألبرازولام، سيتالوبرام، كلوميبرامين.
- العلاج السلوكي المعرفي: الأمر الذي يعتمد على تعديل طريقة تفكير المريض، وتحسين سلوكياته المؤثرة على طريقة تواصله مع الآخرين.
- العلاج النفسي: من خلال إزالة العوامل المسببة للقلق لدى المريض، واستبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية تفيد في علاج السرعه الزائده في اﻟﻜﻼم.
- اللجوء إلى التطبيقات الإلكترونية: التي تدرب المرضى على التحدث بطلاقة دون سرعة فائقة أو كلمات غير مفهومة.
ما هي الأهداف التي يسعى إليها أخصائي التخاطب لعلاج سرعة الكلام؟
- أن يتعلم المريض كيفية مراقبة سرعة كلامه ومدى نظامها بنفسه.
- أن يعلم المريض حجم المشكلة التي يعاني منها.
- تدريب المريض على التحدث بصورة بطيئة مع إيقاع منتظم للكلمات.
- أن يتدرب على الوقف الصحيح بين الكلمات وببعضها.
- أن يتحسن نطقه ويقل من الهمهمة.
- أن يتعلم المريض كيف يبني جمل صحيحة وعبارات مفهومة للآخرين.
- أن يتعلم كيف يرتب أفكاره جيدًا ويسردها كما يجب.
- أن يتعلم كيف يتواصل مع الآخرين بصورة جيدة و محاولة التأقلم.
علاج سرعة الكلام بالأعشاب
- فيتامين ب6، الذي يعد من الفيتامينات التي تذوب في الماء ويتواجد في اللحوم والبيض ويساهم في خفض حدة اضطراب الكلام بسرعة.
- فيتامين ب1، ويتواجد في العديد من البقوليات والخميرة ويساهم أيضاً في إبطاء سرعة الكلام والتقليل من حدة التهتهة.
- أوميجا3، والتي تعزز من وظائف المخ وتفيد في علاج معظم اضطرابات النطق.
- الزعتر، ويساعد أيضاً في تحسين طلاقة اللسان والتخفيف من حدة الاضطراب في الكلام.
- العسل، فهو يحوي العديد من الفوائد التي تساعد مصابي سرعة الكلام في تحسين طرق الكلام وتهدئة النفس بشكل عام.
تمارين لعلاج سرعة الكلام
تفيد تمارين الاسترخاء في تقليل أحاسيس الخوف المفرطة لدى الانسان والتخفيف من حدة التأتأة والتلعثم الذي يؤرق حياة الانسان ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بحالته النفسية.
لذا ابحث الان عن تمارين الاسترخاء وابدأ في تطبيقها حتى تتمكن من علاج سرعة الكلام بشكل فعال.
ومن التمارين الهامة في علاج سرعة الكلام ما يلي:
- تحريك اللسان من خلاف لفه، وذلك يساعد على اراحة اللسان وابطاء ايقاع الصوت بشكل عام.
- تمرين القراءة بطريقة السلحفاة، ويقوم فيها الشخص بتكرار كلمة معينة بصوت عالي وتعمد الابطاء فيها حتى يتمكن من الكلام ببطء.
- تمارين التنفس العميق، والتي يستنشق فيها الشخص شهيقاً وزفيراً لعدة دقائق حتى يتمكن من تنظيم نفسه وأخذه في الوقت المناسب بين الكلام.
اقرأ أيضاً وداعاً للتأتأة | الدليل الشامل لعلاج التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
على ماذا يدل سرعة الكلام؟
كيف أرتب كلامي أمام الناس؟
- قم بتحضير كل ما تريد أن تقوله قبل أن تحضر الاجتماع أو مكان الحديث حتى تشعر بالطمأنينة وتتخلص من التوتر.
- اصنع حالة من الثقة والهدوء الظاهري لنفسك فلا ترتعش أو تحرك يديك أو قدميك بطريقة توحي بأنك متوتراً كثيراُ.
- لا تتصنع أبدأ، وتحاول أن تظهر شخصية غير شخصيتك، بل كن أنت وسيعجب بك الجميع دون مجهود كبير منك.
- لا تتحدث كثيراً عن نفسك، فهذا يدل على قلة ثقتك في نفسك بل كن متواضعاً واترك الناس تتحدث عنك بما تقدمه وليس بما تقوله عن نفسك.
- لا تتكلم بنبرة صوت مرتعشة بل ارفع صوتك وتكلم بكل ثقة دون أن تخفت صوتك، فنبرة الصوت من أهم علامات جذب أذن السامع.
- تجنب الحديث مع أي شخص بصوت منخفض أمام الحاضرين، فهذا يدل على أنك تتغامز وتتلامز عليهم.
- تعلم أن تكون مستمعاً جيدا للاخرين، فالمستمع الجيد دائما ما يتمكن من حل المشاكل و معالجة الأمور وهو ما يجذب الناس.
هل كثرة الكلام مرض نفسي؟
لا تقلق اذا كان يقول لك الناس "أنت كثير الكلام" فهذا ليس مرض نفسي بل هذه طبيعتك.
ولكن هناك اضطراب نفسي يسمي الثرثرة المفرطة والذي يكرر فيه المريض الكلام بشكل غير مفهوم ويكون بسبب خلل في مناطق التحكم بالكلام بالمخ.
اقرأ أيضاً هل التأتأة مرض نفسي؟
كيف تكون شخص قليل الكلام؟
- ثقف نفسك بكثرة القراءة، فالقراءة تعلم الاستماع والرغبة في التعلم.
- تعلم أن تستمتع للاخرين باهتمام.
- انتقي من تجالسهم، واحرص دائما أن تصاحب من يقودك للأمام ويعلمك في أمور دينك ودنياك.
- اجلس في مجالس الكبار والصالحين وتعلم منهم قدر ما تستطيع.
وختامًا وبعد أن تعرفنا على طرق و استراتيجيات علاج سرعة الكلام المختلفة نشير إلى أنه على الرغم من الآثار السلبية لهذه الحالة، إلا أن علاجها ليس مستحيلًا، وإنما يحتاج رغبة قوية من المريض مع التدريب المستمر دون كلل.