كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج؛ فالمرض النفسي هو عبارة عن اضطراب في الصحة العقلية ينتج عنه التأثير سلبًا على تفكير الشخص وسلوكه.
لذلك يحتاج المريض النفسي إلى معاملة خاصة لكي يتمكن من الاندماج مع المحيطين به لحين انتهاء فترة علاجه.
نظرًا لأهمية هذا الموضوع؛ يقدم موقعنا جميع المعلومات المتعلقة بالمرض النفسي، وأفضل الطرق للتعرف على كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج.
ما هو المرض النفسي؟
قبل التعرف على كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج؛ علينا أولًا دراسة مفهوم المرض النفسي حتى نتمكن من فهم مشاعر المريض النفسي، وما يحتاج إليه لعلاجه نهائيًا من المرض النفسي الذي يعاني منه.
يمكن تعريف المرض النفسي على أنه اضطرابات الصحة العقلية والتي تتمثل في عدد كبير من الأمراض النفسية التي قد تحدث للمريض والتي تؤثر بدورها على سلوكيات وتفكير ومشاعر الفرد.
من أبرز الأمثلة على الأمراض النفسية مرض الاكتئاب، الفصام، اضطرابات القلق، اضطراب الشهية، وغيرها من أمراض النفسية الأخرى.
طرق التأكد من أن الشخص مريض نفسي
- ابتعاد هذا الشخص عن الأصدقاء، والانعزال عن الجميع.
- الشعور بالتوتر والخوف المفرط.
- حدوث تغيرات مفاجئة في الحالة المزاجية.
- فقد القدرة على التعامل مع المشكلات اليومية والفشل في حلها.
- صعوبة التعامل مع المحيطين به سواء داخل العائلة، أو في بيئة العمل.
- حدوث تغيرات في عادات تناول الطعام.
- يمكن أن يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار.
- يمكن أن تكون إصابة الشخص ببعض الأمراض الجسدية إشارة إلى إصابته بمرض نفسي مثل الشعور الدائم باضطرابات في المعدة أو الصداع أو آلام الظهر.
كيف يعيش المريض النفسي؟
هناك بعض الأمراض النفسية التي يصعب تشخيصها واكتشافها، لذلك يمكن أن نرى الكثير من المرضى النفسيين يعيشون بيننا في المجتمع، ويوصلون حياتهم العلمية والعملية دون ملاحظة إصابتهم بأي مرض نفسي.
من جانب آخر؛ نجد أن هناك بعض المرضى النفسيين الذين يكونون على دراية كاملة بإصابتهم بالمرض النفسي، لكنهم يواصلون حياتهم بشكل طبيعي في مجال العمل أو التعلم، ويعيشون حياة طبيعية مع المحيطين بهم في وجود المرض.
من المسؤول عن المريض النفسي؟
هل يمكن العيش مع مريض نفسي؟
كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج
يحتاج التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج إلى الحذر الشديد حتى تتمكن من الوصول إلى الهدف المطلوب وهو إقناعه بتناول العلاج والمداومة عليه للوصول في النهاية إلى الشفاء التام من هذا المرض.
إليكم فيما يلي أفضل الطرق للتعرف على كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج.
وضع أسس للحوار والمشاركة
يُعد الحوار والمشاركة الحل الأمثل لإقناع المريض النفسي بقبول فكرة تناول العلاج؛ فالهدف هنا هو خلق لغة حوار مشترك بينك وبين المريض حتى يبدأ بالتعبير عن مشاعره، ومن ثَم تتمكن من معرفة أسباب رفضه لتناول العلاج، وتبدأ في إيجاد حلول لها.
ثقف نفسك
من المهم أن تحرص على تثقيف نفسك حول كافة الأمور المتعلقة بالصحة النفسية، ودراسة كافة الأمور المتعلقة بالمرض النفسي الذي يعاني منه الشخص حتى تتمكن من إقناعه بضرورة تلقي العلاج للتعافي نهائيًا من هذا المرض.
معالجة المشكلات والتخلص من العقبات
يجب مساعدة المريض على حل أي مشكلات يواجهها في رحلة علاجه، كما يجب إزالة أي حواجز أو عقبات نفسية تجعله يرفض تلقي العلاج، وإقناعه بأن العلاج هو الحل الوحيد للتخلص من آلام جسدية أو نفسية يشعر بها.
استمع جيدًا
يحتاج الشخص المريض إلى شخص يستمع إليه جيدًا، لذلك ستحتاج إلى تكرار ما يقوله لكي تؤكد له أنك تسمتع إليه جيدًا، مع مراعاة احترام مشاعره حتى وإن كنت تختلف معه في الرأي.
عرض المساعدة
احرص دائمًا على عرض المساعدة على المريض دون الحاجة أن يطلب منك ذلك؛ ففي الغالب يرى العدد الأكبر من المرضى النفسيين أنهم لا يعانون من وجود مشكلة، وبالتالي ليس هناك حاجة إلى طلب مساعدة من شخص آخر.
علاوة على ذلك؛ لا يقوم بعض المرضى بطلب المساعدة لأنهم لا يدركون كيفية التعبير عن مشاعرهم أو أفكارهم، أو توضيح ما يحتاجون إليه، كما أنهم في بعض الأحيان يرون أنه لا يوجد من يفهمهم في البيئة المحيطة بهم.
التخلص من القلق والتوتر
يجب مساعدة المريض النفسي على التخلص من القلق والتوتر بسبب مرضه، ويمكن القيام بذلك من خلال مساعدته في اتباع نظام غذائي صحي، وأخذ قسط يومي كافي من النوم، وممارسة الرياضة إن أمكن.
يساعد التخلص من القلق والتوتر على التفكير السليم تجاه الأمور التي نمر بها في حياتنا، وهنا يمكن إقناع المريض النفسي بضرورة تناول العلاج حتى يتخلص من أي معاناة يسببها له المرض، وستكون هنا الاستجابة أفضل بعد تخلصه من شعور التوتر.
توخي الحذر
يجب أن تتعامل مع المريض النفسي بحذر شديد خاصة إن كان هذا المريض الزوج أو الزوجة أو الإبن أو أحد المقربين لك. كما يجب توقع أي ردود فعل عنيفة منهم عند تقديم النصيحة لهم لتناول العلاج.
لماذا يرفض المريض النفسي تناول العلاج؟
يقوم بعض الأطباء بإعطاء المريض طريقة العلاج دون مشاركتهم في هذا القرار، وهنا يشعر بعض المرضى ببعض القلق بشأن تأثير هذا العلاج على صحتهم مما يجعلهم يرفضون تناول العلاج وفقًا لما أشار إليه الطبيب.
لذلك أكدت بعض الدراسات على أن هناك ضرورة لمشاركة المريض في اتخاذ قرار علاجه، ومراعاة اختيار الطريقة التي تناسبه.
كما أنه من المهم مساعدة المريض على التخلص من مخاوفه تجاه طريقة العلاج باستخدام أسلوب الحوار الذي يتناسب مع طريقة تفكيره بشرط أن يكون المريض النفسي لديه القدرة على اتخاذ القرار المناسب.
من أصعب الأمور التي يمكن القيام بها هو كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج لأنه يرى أنه لا يعاني من وجود أي مرض أو أنه ليس لديه مشكلة.
فهنا يتطلب الأمر إلى اختيار أسلوب يتناسب مع فكر المريض لمواجهته وإقناعه أن لديه مرض يجب علاجه حتى لا يؤثر ذلك الأمر سلبًا على حياته.
كيفية التعامل مع المريض النفسي العنيد
- يجب التحلي بالصبر أثناء التعامل مع المريض النفسي قدر المستطاع.
- الحرص على منح شعور الراحة والطمأنينة للمريض وذلك من خلال الابتسامة الدائمة على الوجه أثناء التحدث إليه.
- تقديم الدعم له، والتحدث معه عن تجارب ناجحة لمرضى تغلبوا على مرضهم نتيجة الحفاظ على تناول العلاج بانتظام.
- اصطحاب المريض إلى الأماكن المفضلة التي يفضل الذهاب إليها.
- اصطحاب المريض إلى أماكن جديدة، وإتاحة الفرصة أمامه للتعرف على أصدقاء جدد.
- تشجيعه على ممارسة الرياضة، والقراءة حول المرض لتجنب حدوث أي آثار سلبية أو مضاعفات للمرض.
خطوات اقناع المريض النفسي بتناول العلاج
إن التعرف على كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج هو أمر ضروري لمساعدته على الشفاء من المرض، وبالتالي يتمكن من ممارسة حياته بصورة طبيعية مثل الآخرين.
هناك مجموعة من الخطوات الواجب إتباعها حتى تتمكن من إقناع المريض النفسي بتناول العلاج؛ تتمثل تلك الخطوات فيما يلي:
- تقديم الدعم الكامل للمريض النفسي خاصة أننا نعيش في مجتمع يرى أن المرض النفسي هو وصمة عار، لذلك يجب محاولة إبعاد المريض عن أي نقد سلبي من هذا النوع، وتقديم الدعم له طوال فترة علاجه.
- تجنب التحدث بأسلوب مباشر مع المريض عن علاج مرضه النفسي، بل عليك انتهاز الفرص والتحدث معه تدريجيًا؛ فالصراحة هنا قد تتسبب في التأثير سلبًا على مشاعر المريض.
- لا يجب التحدث مع المريض عن علاجه إذا كان متعبًا أو يمر بحالة نفسية سيئة؛ فاختيار الوقت المناسب أمر ضروري لإقناع المريض بتناول العلاج.
- اختيار المكان المناسب للتحدث مع المريض عن رحلة علاجه، والتحدث بإيجابية دائمًا حول رحلة العلاج مع التأكيد على أنك ستظل بجانبه دائمًا حتى يُشفى تمامًا من المرض.
هل يستطيع المريض النفسي ترك العلاج؟
يرى البعض أن أدوية الأمراض النفسية تؤثر سلبًا على حياة المريض النفسي خاصة فيما يتعلق بتعاملاته اليومية وعلاقته بالمحيطين به لذلك يمتنع بعض المرضى عن تناول العلاج.
في الواقع؛ لا يمكننا القول أن المريض النفسي يمكنه ترك العلاج بالأدوية والاعتماد فقط على العلاج النفسي لأن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى علاج بالأدوية مع العلاج النفسي حتى يتمكن المريض من التخلص من المرض النفسي نهائيًا.
النتائج المترتبة على ترك المريض النفسي بدون علاج
عندما يتوقف المريض النفسي عن تناول العلاج دون استشارة الطبيب المختص؛ يظهر عليه بعض الأعراض التي تُعرف باسم الأعراض الانسحابية؛ ومن أبرزها ما يلي:
- يكون المريض سريع الانفعال.
- العصبية الشديدة.
- الشعور بالقلق والتوتر.
- فقد الشهية.
- الانعزال تمامًا عن المحيطين به.
- رفع مستوى ضربات القلب.
- الشعور بالأرق وفقد القدرة على النوم.
- التعرق الشديدة.
- تغير درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالصداع الشديد المزمن.
- يمكن أن يعاني المريض من الذهان أي الشعور بالتهيؤات سواء السمعية أو البصرية.
ما هو تأثير المريض النفسي على الآخرين؟
إن الأمراض النفسية هي أمراض مشابهة تمامًا للأمراض الجسدية، لكنها يمكن أن تشكل خطرًا حقيقيًا على المريض النفسي والمحيطين به عندما يتحول سلوك المريض إلى سلوك عدواني.
وهنا تتجلى ضرورة التعرف على كيفية التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج لحمايته وحماية المحيطين به من أي أفكار سلبية تدور في ذهنه.
يقوم بعض المرضى النفسيين بممارسة العنف تجاه الآخرين بدون وجود سبب ظاهري واضح، لكن هناك أسباب ودوافع داخلية تجعلهم يقومون بذلك؛ ومن أبرزها تجنب الشعور بالألم وكذلك لتجنب الشعور بالضعف نتيجة إصابتهم بمرض ما.
من جانب آخر؛ يفضل الكثير من المرضى النفسيين الانعزال عن المحيطين بهم، وبالطبع يؤثر ذلك سلبًا عليهم خاصة على الأهل والأصدقاء حيث يجعلهم ذلك الأمر يشعرون بالقلق والخوف والتوتر على المريض.
أفعال يجب تجنبها عند التعامل مع المريض النفسي
هناك بعض الأفعال التي يجب تجنبها عند التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج؛ ومن أهمها ما يلي:
- التعامل بشفقة أو عطف.
- الاعتماد على أساليب الاستهزاء والسخرية.
- التحدث معهم بصوت مرتفع.
- النقد المستمر لهم.
- التحدث بسرعة دون التوقف أثناء الحديث.
- إخباره بأنك تعرف كل شيء عن حالته المرضية.