فوبيا الدم هو واحد من أنواع الفوبيا الشائعة في العالم؛ فكثيرًا ما نرى العديد من الأشخاص الذين يصابون بالدوار أو يشعرون بالتوتر والخوف الشديد عند رؤية الدم أو إجراء أي فحوصات تحتاج إلى أخذ عينة من الدم أو مشاهدة صورة تحتوي على دماء إنسان أو حيوان أو غيرها.
يتساءل الكثير من الناس الذين يشعرون بالخوف وعدم الارتياح عند رؤية الدماء حول كيفية اكتشاف إصابة الشخص بهذا المرض، لذلك نقدم من خلال موقعنا أعراض الإصابة بهذا المرض، وكيف يمكن اكتشاف الإصابة به من خلال إجراء اختبار رهاب الدم وأفضل الطرق التي يُنصح بإتباعها لعلاج فوبيا الدم.
ما هي فوبيا الدم Hemophobia؟
يشير مصطلح فوبيا الدم أو الهيموفوبيا إلى الشعور بالخوف المفرط والغير منطقي عند رؤية الدم، ويمكن أن يصل الأمر إلى حدوث إغماء.
لذلك يلجأ المريض هنا إلى إتباع سلوكيات التجنب والتي تعني هنا تجنب أي موقف يمكن أن يؤدي إلى رؤية الدم حتى وإن كان الأمر يتعلق بإجراء فحوصات أو حقن أو غيرها من الأمور المشابهة.
لقد أكد الأطباء النفسيون على ضرورة علاج هذا النوع من الفوبيا لما له من تأثير سلبي على حياة المُصاب لأنه يجعله يرفض الذهاب إلى المستشفى أو مراكز التحاليل.
كما أنه يتسبب في منع المريض من ممارسة الرياضة خوفًا من التعرض لأي إصابة تتسبب في وجود آثار للدم.
أعراض فوبيا الدم
هناك بعض الأعراض التي تظهر على المريض بمجرد رؤية الدم سواء في الواقع أو في صورة، ويمكن تقسيم أعراض فوبيا الدم إلى أعراض نفسية وأعراض جسدية؛ وهي كالآتي:
الأعراض الجسدية
لقد أشارت العديد من الإحصائيات إلى أن النساء والأطفال هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الفوبيا، ويمكن تلخيص الأعراض الجسدية لهذا المريض فيما يلي:
- الشعور بصعوبة في التنفس.
- زيادة معدل خفقان القلب.
- الشعور بألم شديد في الصدر عند رؤية الدم.
- الشعور بالدوخة.
- التعرق الشديد.
- الغثيان.
- الشعور برعشة في الجسم.
- يمكن أن يحدث إغماء لبعض الحالات.
الأعراض النفسية
تتشابه الأعراض النفسية لدى مرضى الفوبيا بمختلف أنواعها؛ حيث يشعر المرضى بشكل عام بالقلق المفرط والتوتر الشديد بمجرد رؤية الأشياء المسببة لهذا الشعور. أما بالنسبة للأعراض النفسية الخاصة بمرض رهاب الدم؛ فيمكن تلخيصها على النحو التالي:
- الرغبة في تجنب التواجد في المستشفيات ومراكز التحاليل لتجنب رؤية الدم.
- فقد السيطرة على النفس عند رؤية الدم.
- الانفصال عن الواقع.
- الرغبة في الهروب من المكان.
ما هو اختبار فوبيا الدم؟
عندما يرغب الفرد التأكد من إصابته برهاب الدم؛ فإنه يجب عليه إجراء اختبار فوبيا الدم؛ ذلك الاختبار الذي يتضمن دراسة الطبيب للأعراض التي يعاني منها المريض وزمن حدوثها. كما يقوم الطبيب المختص بدراسة التاريخ الصحي للمريض ودراسة التاريخ المرضي لأسرته حتى يسهل عليه تشخيص الحالة.
أسباب الإصابة بالهيموفوبيا
هناك الكثير من العوامل المسببة لمرض الهيموفوبيا؛ وقد جاءت أسباب الإصابة بهذا النوع من الفوبيا على النحو التالي:
- العوامل الوراثية: لقد أثبتت الدراسات أن الشخص يمكن أن يُصاب بهذا المرض إذا كان لديه رابط جيني مع أحد أقاربه المصابين بنفس النوع من الفوبيا.
- التجارب السلبية: إن مرور الشخص بتجربة سلبية في الصغر هو أحد الأسباب الرئيسية لإصابته بهذا النوع من الفوبيا في الكبر.
لماذا نشعر بالخوف عندما نرى لون الدم؟
نعلم جميعًا أن الإنسان بطبيعته لا يفضل رؤية الدم، لكن هذا الأمر يصبح خطيرًا عندما يتطور الأمر إلى إصابته ببعض الأعراض النفسية والجسدية عند رؤيته للدم.
من جانب آخر؛ أكد الأطباء النفسيون أن حالة الإغماء التي تحدث لدى البعض عند مشاهدة الدم هو حالة نفسية وليس لها أي علاقة بالأمراض العضوية، لكنها يكون لها تأثير واضح على صحة القلب ومستوى ضغط الدم في الجسم.
هل رهاب الدم خطير؟
يُعد رهاب الدم من الأمراض النفسية شديدة الخطورة؛ حيث أنها تؤثر سلبًا على حياة المريض.
إن مريض رهاب الدم يخاف بشدة من وجود أي آثار للدم، ويتسبب ذلك الأمر في تجنبه الذهاب إلى زيارة الطبيب أو تناول العلاج خاصة الحقن، ومن ثَم يؤثر ذلك الأمر على صحته البدنية.
كذلك نجد أن هناك بعض الحالات من النساء التي تفضل عدم الإنجاب لتجنب رؤية دم الولادة، كما تتجنب بعض السيدات تناول العلاج المناسب أثناء فترة الحمل، وبالتالي يؤثر ذلك الأمر على صحة الأم والجنين.
في الواقع؛ يشكل رهاب الدم خطرًا حقيقيًا على حياة المُصاب لأنه يجعله يتبع سلوكيات التجنب التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية.
كما أن هذا المرض يمكن أن يتسبب في إصابة المريض بأمراض نفسية أخرى مثل القلق الاجتماعي أو الاكتئاب الشديد الذي يُعد من الأمراض الشائعة بين مرضى الهيموفوبيا.
أفضل الطرق للتغلب على فوبيا الدم
هناك بعض الطرق التي يُنصح بإتباعها لكي يتمكن المريض من التغلب على رهاب الدم نهائيًا وفقًا لآراء الباحثين والأطباء النفسيين؛ ومن أبرزها ما يلي:
ممارسة اليوجا واتباع استراتيجيات التأمل والاسترخاء
يساعد ذلك الأمر على استرخاء العضلات بشكل تدريجي مما يؤدي إلى إلغاء نشاط الجهاز العصبي الودي المسؤول عن رغبة الهروب عند المريض من الأمور التي يخاف منها.
الانضمام إلى مجموعات الدعم
تساعد تلك المجموعة في إكساب المريض عدد من المهارات التي تساعده في التعامل مع الدم للتغلب على مخاوفه.
كما تساعد مجموعات الدعم سواء من الأهل أو الأصدقاء في التخلص من المشاعر السلبية، والتعامل بهدوء وإيجابية مع مخاوفك من الدم.
ثقف نفسك
إن القراءة أداة مهمة بالنسبة للمريض حيث أنها تساعده في فهم كافة المعلومات الخاصة بمخاوفه.
على سبيل المثال؛ إذا كان المُصاب يخاف من الأمراض التي تنتقل بالدم؛ فعليه قراءة عن ذلك الأمر لكي يتوصل إلى أفضل الطرق العلمية للوقاية من مثل هذه الأمراض.
تقنية التوتر التطبيقي Applied Tension
يستخدم بعض الأطباء النفسيين تلك التقنية لمساعدة المريض في التخلص من شعور الدوار وتجنب حدوث الإغماء الناتج عن رهاب الهيموفوبيا.
تعتمد تلك التقنية على قيام المختص بشد عضلات الذراعين والساقين لفترات زمنية محددة حتى يشعر المريض باحمرار شديد في وجهه أثناء تعرض المريض لأحد محفزات رهاب الدم وهو الدم.
لقد أثبتت الدراسات السابقة مدى نجاح تلك التقنية التي كان لها دور فعال في علاج العديد من الحالات؛ حيث تمكن عدد كبير من المشاركين الذين قاموا باستخدام تلك التقنية من مشاهدة مقطع فيديو لعملية جراحية لمدة نصف ساعة دون حدوث أي إغماء.
علاج التعرض
يُعد علاج التعرض هو أفضل أسلوب علاجي يتم إستخدامه لعلاج العديد من أنواع الفوبيا مثل فوبيا الثقوب وفوبيا الحشرات ورهاب الدم وغيرها من الأنواع الأخرى.
يعتمد الطبيب المختص هنا على جعل المريض يواجه مخاوفه مثل التعامل مع الدم إذا كان مُصاب برهاب الدم لكي يتمكن من السيطرة على مشاعره خلال جلسة واحدة فقط.
وبذلك نكون قد انتهينا من هذا المقال بعد أن تعرفنا على كافة المعلومات المتعلقة بالمرض النفسي فوبيا الدم؛ فقد قمنا بشرح تعريف هذا النوع من الفوبيا، أعراضه، أسباب الإصابة به، وأفضل الطرق التي يُنصح بإتباعها للتخلص منه نهائيًا.