فوبيا الموت هو أحد أنواع الفوبيا التي يعتقد البعض أنه ليس له وجود في حياتنا؛ فهناك الكثير من الأشخاص ممن يخشون الموت لأنهم يخافون من كل ما هو مجهول.
وفي الحقيقة؛ إن الخوف من الموت هو أمر طبيعي لأننا نخاف من الحساب بعد الموت، ونرجو دائمًا أن يكن مأوانا الجنة وأن يقينا المولى (عز وجل) عذاب النار.
لكن هناك بعض الحالات التي يتحول عندها الخوف من الموت إلى خوف مرضي يؤثر سلبًا عليهم و يعيقهم عن استكمال مسيرتهم في الحياة.
لذلك من الضروري أن نكون على دراية بأعراض وأسباب الإصابة بهذا المرض لإكتشافه مبكرًا لكي نتمكن من علاج فوبيا الموت.
تعريف فوبيا الموت Necrophobia
يمكن تعريف فوبيا الموت على أنه مرض نفسي ينتج عنه خوف شديد من الموت يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية للفرد.
يتسبب الشعور بهذا النوع من الخوف والقلق في جعل المصاب أكثر عرضة للإصابة بنوبة الهلع وصعوبة في التنفس والغثيان وغيرها من الأمراض الأخرى التي تنتج عن إصابة المريض بمختلف أنواع الفوبيا.
كما يمكن تعريف رهاب الموت على أنه أحد أشكال اضطرابات، وهو يحدث نتيجة الخوف المفرط من الموت أو الخوف مما سيحدث بعد الموت أو الخوف من الأشياء الميتة أو التي ترتبط مباشرة بالموت.
لذلك نجد الشخص المُصاب يخاف من رؤية الجثث والتوابيت والمقابر وغيرها من الأمور المماثلة.
أعراض رهاب الموت
يشير الأخصائيون والباحثون في هذا الموضوع إلى أن رهاب الموت هو استجابة انفعالية سلبية تنتج عن الشعور بالقلق والخوف الشديد من كافة الأمور المتعلقة بالموت.
ويزيد هذا الشعور كلما تعرض الشخص لتجربة مؤلمة مثل وفاة أحد المقربين. هناك مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر على مصاب فوبيا الموت؛ وهي كالآتي:
الأعراض الجسدية
تتشابه الأعراض الجسدية لرهاب الموت مع أنواع الفوبيا الأخرى مثل فوبيا الحشرات، فوبيا المرتفعات، فوبيا الدم، فوبيا الثقوب، وغيرها من أنواع الفوبيا الأخرى. يمكن تلخيص تلك الأعراض على النحو التالي:
- الدوخة.
- الدوار الشديد.
- الغثيان.
- التعرق.
- جفاف في الفم.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- القلق المفرط.
- الخوف المفاجئ.
- الانفصال عن الواقع.
- نوبات الهلع.
- الإغماء.
الأعراض النفسية
يمكن اكتشاف إصابة الشخص برهاب الموت من خلال ظهور عدد من الأعراض النفسية؛ ومن أبرزها ما يلي:
- تجنب التعاملات اليومية لتجنب مواجهة أي موقف يسبب لهم الشعور بالخوف.
- تجنب المرور بطرق معينة مثل تجنب المرور بطريق ما حتى لا يمر على مقبرة أو جنازة.
- الخوف من فقدان الأشخاص.
- تخيل أمور غير حقيقية.
أسباب الإصابة برهاب الموت
أشارت جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية إلى أن أسباب الإصابة بأنواع الرهاب المحددة تتلخص في العوامل الوراثية والنفسية والبيئية والبيولوجية المتعلقة بالمصاب. ويمكن تلخيص أبرز أسباب الإصابة بفوبيا الموت في النقاط التالية:
- الخوف من كل ما هو مجهول: نعلم جميعًا أن معرفة كل ما هو آت هي طبيعة بشرية، كما نعلم أن ما يحدث بعد الموت لا يمكن إثباته أو معرفته بشكل كامل وواضح ونحن على قيد الحياة. لذلك يتسبب ذلك الأمر في خوف البعض خوفًا شديدًا من الموت.
- ثقافات الشعوب: يمكن أن تتسبب الثقافات في إصابة البعض بهذا النوع من الفوبيا. على سبيل المثال؛ يعتقد البعض وفقًا للثقافة الخاصة بهم أن الأرواح يمكن أن تعود من جديد لتطارد الأحياء.
- التعرض لصدمة مؤلمة: يمكن أن يُصاب الشخص بهذا المرض نتيجة الموت المفاجئ لأحد الأشخاص المقربين مما يسبب له الخوف المفرط من الموت.
- التعرض لمواقف مؤلمة: تتضمن مشاهدة جثث لموتى في الواقع أو جثث مصورة، أو حضور جنازة.
هل من الطبيعي الخوف من الموت؟
يشير الباحثون إلى أن الخوف من الموت هو أمر طبيعي؛ بل يمكن أن يكون أمرًا إيجابيًا عندما يستغله الإنسان في التقرب من المولى (عز وجل) باعتباره أحد المحفزات على العبادة والقيام بالأعمال الصالحة.
لكن يجب أن يكون الخوف هنا خوف من لقاء الله دون الإستعداد لهذا اليوم، وليس الخوف من طريقة الموت.
يتحول الخوف من الموت إلى مرض نفسي عندما يقلق الإنسان بشدة من الموت، وينعزل عن العالم لتجنب مواجهة أي عامل من عوامل خوفه من الموت مثل المرور بمقابر أو جنازة، أو التعرض لحادث يعرض حياته للخطر أو رؤية جثث أو حيوانات ميتة أو غيرها من الأمور المماثلة.
ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفوبيا الموت؟
لقد أكدت الدراسات الحديثة على أن النساء من أكثر الفئات التي تعاني من هذا المرض النفسي خاصة خلال مرحلة الخمسينات من العمر. كما أكدت تلك الدراسات على أن ذلك المرض يُصاب به الأشخاص البالغين خاصة في مرحلة العشرينات من العمر.
طرق علاج فوبيا الموت
إن رهاب الموت هو من أكثر أنواع الفوبيا المؤثرة على حياة الشخص وصحته العامة؛ حيث أنها تتسبب في إصابة الشخص بأمراض يمكن أن تدمر الصحة الجسدية للمُصاب.
لذلك يُفضل اكتشاف إصابة المريض مبكرًا من خلال زيارة الطبيب المختص فور ظهور أعراض المرض عليه لتلقي العلاج المناسب وفقًا لحالة المريض، وفيما يلي توضيح لأفضل طرق علاج رهاب الموت:
العلاج المعرفي السلوكي
يعتمد المعالج هنا على تغيير أفكار المريض السلبية؛ حيث يتم التحدث إلى المريض للتعرف على المحفزات التي تسبب له الشعور بالخوف المفرط، والعمل على تغييرها.
يُعد هذا النوع من العلاج الأفضل للتخلص من هذا المرض نهائيًا لأنه يعتمد على أسلوب تغيير نمط تفكير المصاب حول الأمور المتعلقة بالموت.
العلاج بإستخدام تقنيات الإسترخاء
يعاني مرضى الفوبيا بمختلف أنواعها من الشعور بالقلق والتوتر المفرط، وهنا تأتي الحاجة إلى إستخدام تقنيات الإسترخاء لمساعدة المريض على التغلب على هذا الشعور لكي يتمكن من الاستمتاع بحياته بصورة طبيعية.
لذلك ينصح الأخصائيون ممارسة المريض اليوجا والتأمل وأسلوب التنفس العميق وغيرها من تقنيات الإسترخاء للحصول على أفضل نتيجة.
العلاج بالأدوية
تساعد بعض الأدوية في تحفيز المريض للسيطرة على مشاعر الخوف والتوتر التي يشعر بها تجاه الأشياء التي تسبب له الخوف، ومن بينها أدوية مضادات الإكتئاب و البوسبيرون وهو دواء لعلاج القلق وغيرها من الأدوية المماثلة.
لكن يجب أن يكون المريض على دراية أن تلك الأدوية تمثل علاج مؤقت للفوبيا وليس للتخلص منها نهائيًا.
خطوات التخلص من رهاب الموت نهائيًا
هناك بعض الخطوات التي يُنصح القيام بها حتى يتمكن المريض من التخلص من فوبيا الموت نهائيًا؛ تتمثل تلك الخطوات فيما يلي:
- التقرب من المولى -عز وجل- من خلال الحفاظ على الفرائض، والقيام بالأعمال الصالحة التي يحبها الله ورسوله.
- طلب المساعدة من مجموعات الدعم التي تلعب دور مهم في تغيير نظرة المريض للحياة.
- ممارسة الرياضة خاصة إن كان المريض يعاني من الشعور بالفراغ في يومه.
- الحرص على تحقيق إنجازات في العمل؛ فذلك الأمر يساعده في الانشغال بتحقيق مزيد من الإنجازات، والتخلص من أي أفكار سلبية مثل التفكير في الموت.
- الذهاب إلى الطبيب المختص خاصة عندما يعاني الشخص من التفكير المستمر في الموت والانشغال بهذا الفكر عن أمور حياته.