فوبيا الظلام هو مرض نفسي يتسبب في إصابة المريض بالفزع و الرهاب و الخوف والرعب الشديد عند التواجد في أماكن مظلمة.
تظهر أعراض هذا النوع من الفوبيا في البداية على المريض في سن صغير ثم تزداد كلما تقدم في العمر خاصة عند عدم اهتمام المريض بتلقي العلاج مبكرًا.
يصعب في بعض الحالات التفرقة بين الشعور الطبيعي بوجود خوف عن التواجد في مكان مظلم وبين إصابة الشخص برهاب الظلام والخوف من الظلام، لذلك نعرض من خلال هذا الموضوع تعريف مصطلح رهاب الظلام، وأعراضه، وأسباب الإصابة به، وأفضل طرق للتخلص نهائيًا من فوبيا الظلام.
ما هي فوبيا الظلام Nyctophobia؟
يشير مفهوم أو كلمة فوبيا الظلام أو رهاب الظلام إلى شعور الفرد بما يعرف بالفزع الشديد والخوف المفرط عند التواجد في مكان مظلم خاصة في الليل، أو إصابة الشخص بالقلق والتوتر و الخوف عند التواجد في أماكن مظلمة، وبالطبع يسبب ذلك الشعور أثراً سلبًيا على حياة الفرد.
إن شعور الصغار والكبار بالقلق و الخوف من الأماكن المظلمة هو أمر طبيعي خلقه الله، لأن الإنسان هو كائن نهاري يكره فكرة الظلام منذ الصغر و يُعاني من التواجد في أماكن مظلمة لفترة طويلة، لكن عندما يصبح الخوف خوفًا مستمرًا وشديدًا و أكثر من اللازم ليتسبب في نوبات هلع للبعض؛ هنا يمكننا القول أن الشخص يعاني من فوبيا الظلام.
كذلك نجد أن الأطفال و الصغار هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الفوبيا؛ إذ يخاف الأطفال من الظلام عند النوم في غرفة مظلمة في الليل، كما يخاف البعض من الخروج من المنزل بعد غروب الشمس.
أعراض رهاب الظلام
تتشابه أعراض الإصابة برهاب الظلام مع أعراض الإصابة بأنواع الفوبيا الأخرى مثل فوبيا الحشرات و فوبيا المرتفعات و فوبيا الثقوب وغيرها من أنواع الفوبيا.
يمكن تقسيم أعراض الإصابة بمرض فوبيا الخوف من الظلام إلى أعراض نفسية وأعراض جسدية؛ وهي كالآتي:
الأعراض النفسية
تتلخص الأعراض النفسية لدي المريض عند إصابته برهاب الظلام في النقاط التالية:
- الشعور بقلق مرضي و الخوف الشديد عند التواجد في مكان مظلم و حالة من الهلع والخوف.
- فقد السيطرة على النفس أو الشعور بالجنون و الخوف عند تواجد المصاب بمفرده في أماكن مظلمة.
- يمكن أن يفقد المريض وعيه.
- الانفصال عن الذات.
الأعراض الجسدية
هناك مجموعة من الأعراض الجسدية التي تشير إلى إصابة المريض برهاب الظلام؛ ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الشعور بصعوبة في التنفس.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الشعور بألم شديد في الصدر.
- الدوخة أو الدوار.
- اضطراب المعدة.
- الارتعاش.
- التعرق.
- ارتفاع وانخفاض مفاجئ في درجة حرارة الجسم.
أسباب فوبيا الظلام
لقد أشارت العديد من الدراسات إلى التفسير النفسي لإصابة الشخص برهاب الظلام وتوضيح أهم أسباب الإصابة بهذا المرض؛ وهي كالآتي:
- التعرض لوجود شيء من العنف الشديد في مرحلة الطفولة مما يؤدي إلى جعل الطفل أو الشخص يفكر في تهديدات وهمية يمكن أن تحدث له عند التواجد في الظلام.
- التغيرات الدماغية التي تحدث للشخص عند التواجد في مكان مظلم والتي تُسبب بدورها إفراز مواد كيميائية تزيد من اضطرابات الخوف والقلق لدى الشخص.
- الإنسان كائن نهاري يفضل التواجد في الأماكن التي بها ضوء.
- فقد المصاب المحفزات البصرية.
- تصور البعض أن هناك الكثير من الأشياء المخيفة التي يمكن أن تحدث في الظلام.
- تخويف بعض الآباء والأمهات لأبنائهم في سن صغير مثل تهديدهم بتركهم في غرفة مظلمة لتأكلهم الوحوش كنوع من أنواع العقاب.
- مشاهدة البعض لأفلام الرعب خاصة قبل الذهاب إلى النوم.
- التعرض لحادث مؤلم أو تجربة سيئة في مرحلة الطفولة.
- العوامل الوراثية.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة برهاب الظلام؟
مخاطر الإصابة برهاب الظلام
يُشكل مرض فوبيا الظلام حاجزًا بين المريض وحياته اليومية؛ فمريض رهاب الظلام يخشى من الخروج من المنزل مساءًا أي أنه لن يتمكن من الخروج للعمل أو للتنزه مع أفراد عائلته بعد غروب الشمس.
من جانب آخر؛ يمكن أن ينتج عن هذا المرض إصابة المريض بالعديد من الأمراض الجسدية مثل نوبات الهلع والأزمات القلبية نتيجة شعوره الدائم بالقلق والتوتر.
أما بالنسبة لشعور الفرد بالخوف ليلًا أثناء النوم؛ فإن هذا الشعور يؤدي إلى إصابة الشخص بالأرق حيث يصعب عليه النوم في المساء نتيجة الخوف الشديد من حدوث أي أمر يهدد حياته، ويمكن أن يصل الأمر عند الموت إلى حد الموت من شدة الخوف.
مثيرات فوبيا الظلام
تبدأ أعراض رهاب الظلام في الظهور على الشخص في سن مبكر بداية من عمر ثلاث سنوات عند حدوث أحد المثيرات الآتية:
- تخيل وجود أشباح أو وحوش في المكان.
- النوم وحيدًا.
- حدوث أصوات غريبة أثناء تواجد الشخص بمفرده في مكان مظلم.
اختبار فوبيا الظلام
- أتجنب المواقف التي لا يكون فيها الضوء قويا بما يكفي. (نعم-لا)
- أشعر بالذعر و الخوف الشديد من الظلمة أو عند مجرد التفكير في الظلام. ( نعم-لا)
- أبكي أحياناً أو أصرخ عند التواجد في العتمة والأماكن المظلمة. ( نعم-لا)
- أفضل النوم في وجود ضوء الغرفة وأرفض كل محاولات الاغلاق. ( نعم-لا)
- أتجنب تماماً الخروج بمفردي في الليل. ( نعم -لا)
- أشعر بوجود رهاب وأحاول الهروب دائماً من الغرف المظلمة. (نعم - لا)
- أشعر بالغثيان و يصاحبه القئ عند التفكير قي الظلام أو في وقت الليل. (نعم - لا)
- أشعر بالهلع والفزع و الخوف تجاه اجباري على قضاء الليل في الظلام. (نعم-لا)
- أخاف من أن يهاجمني الأشباح والجن عند التواجد في العتمة والظلام. (نعم - لا)
- أخاف أيضًا من النوم وحيداً. ( نعم-لا)
- أشعر بالقلق وأستيقظ من النوم عدة المرات في منتصف الليل. (نعم-لا)
- أشعر أعراضاً كارتفاع نبضات القلب والرجفة عند التفكير في الظلمة. ( نعم-لا).
كيف يمكنك التغلب على مخاوفك من الظلام؟
هناك بعض الأمور التي يُنصح بإتباعها حتى تتمكن تلك الحالة من التغلب على الشعور بالخوف من الظلام خاصة عند الذهاب إلى النوم بمفرده في غرفة مظلمة؛ ومن أبرزها ما يلي:
- التدرب على الهدوء قبل الذهاب إلى النوم وذلك من خلال تخصيص مدة زمنية قبل النوم حتى تهدأ نفسه مع ممارسة بعض الأنشطة المريحة مثل القراءة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، هذا يقلل من الخوف و الرهاب بشكل عام.
- خفض إضاءة المكان تدريجيًا؛ حيث أنه من الصعب أن يقوم المصاب بغلق جميع الإضاءات والجلوس في مكان مظلم لذلك يُنصح بالقيام بذلك الأمر تدريجيًا والذي يقلل من فوبيا و رهاب العتمة.
- إذا شعرت بالذعر و الخوف الشديد؛ عليك مواجهة نفسك والتحدث معها بصوت مرتفع لإقناعها بأن مخاوفك ليس لها أي أساس من الصحة، ولا داعي للشعور بالقلق أو التوتر.
- ترتيب الغرفة وتجهيزها لتكون مكان مريح وهادئ حيث يساعد ذلك الأمر على النوم الصحي وتجنب الشعور بالتوتر.
- عليك النوم بمفردك حتى تتخلص من فوبيا الظلمة بشكل تدريجي.
- التحدث مع الآخرين عن جميع مخاوفك و صعوبة تلك المشاعر، والاستماع إلى نصائحهم لكي تتمكن من التغلب على تلك المخاوف بسهولة.
- ايجاد رابط مع والديك أو أقرب الناس اليك يمكنك أن تتحدث وتقول لهم كل ما لديك مشاعر ومخاوف في كل الاتجاهات، العاطفية منها والمرضية.
- الذهاب إلى طبيب نفسي متخصص والتحدث معه عن أعراض هذا المرض، والمخاوف التي تُسبب لك شعور الخوف و الرهاب والتوتر حتى يساعدك في اختيار طريقة العلاج المناسبة لحالتك، فالطبيب النفسي عامل يؤثر بشكل كبير في تخفيف حدة كل أنواع الفوبيا.
كيفية علاج فوبيا الظلام
أشار الأطباء النفسيون والمتخصصون في هذا المجال إلى بعض الطرق التي يُنصح بإتباعها لعلاج هذا النوع من الفوبيا؛ تتضمن ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
يعتمد هنا الطبيب على التحدث مع المريض عن مخاوفه التي يشعر بها، مع طلب مساعدة أفراد العائلة حتى يقدموا المساعدة للمصاب أثناء تواجده في المنزل؛ فذلك الأمر يساعد المريض على مواجهة الخوف، وتغيير طريقة تفكيره حولها، ومن ثَم يسهل التخلص من فوبيا و رهاب الظلام.
يقوم الطبيب بتعريض المريض لأشكال مختلفة من الظلام بدرجات متدرجة حتى يتمكن من التخلص من فوبيا ورهاب الظلام بشكل تريجي يأتي بنتائج مثمرة في النهاية.
ويفيد هذا العلاج في تخفيف حدة معظم أنواع الرهاب أو الفوبيا مل فوبيا المرتفعات، وفوبيا الحشرات وغيرها من أنواع الفوبيا.
تقنيات الاسترخاء
ينصح بعض الأطباء مرضى الفوبيا بمختلف أنواعها بممارسة رياضات وأنشطة الاسترخاء مثل اليوجا وغيرها؛ فهي تساعد المريض على التخلص من شعور القلق والتوتر و الخوف وتفيد بشكل كبير في علاج معظم أنواع الفوبيا.
العلاج بالأدوية
تُعد تلك الطريقة الأقل تأثيرًا في علاج رهاب الظلام؛ فالبعض ينصح بتناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات التوتر لعلاج هذا المرض النفسي، لكن في الحقيقة تُعد تلك الطريقة علاج مؤقت وليس علاج نهائي للتخلص من أعراض الفوبيا نهائيًا.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال بعد أن تعرفنا على كافة التفاصيل المتعلقة بمرض فوبيا الظلام (النيكتوفوبيا) مثل أعراضه، أسبابه المثيرات المسببة له، وأفضل الطرق التي توصلت إليها الدراسات لأجل علاجها، وهو موضوع من المواضيع النفسية الهامة جدا.