فوبيا الحب هي من أخطر أنواع الفوبيا حيث ينتج عنها تجنب المصاب الوقوع في الحب وتجنب أي علاقات عاطفية حتى لا يشعر الشخص بالضعف أمام من يحبه.
تتجلى خطورة هذا النوع من الفوبيا في أن المصاب يرى الحب خطرًا حقيقيًا على حياته. لذلك يتجنب وضع ثقته في أي شخص حتى لا يستغل مشاعره التي يعتبرها نقطة ضعف، ومن ثَم يُحطم قلبه ليصبح الحب أداة تشعر صاحبها بالألم الشديد الذي يصعب التخلص منه.
نظرًا لخطورة هذا النوع من الفوبيا؛ نقدم من خلال موقعنا تعريف الفيلوفوبيا، أعراضها، أسبابها، كيفية اكتشاف الإصابة بالمرض، وأفضل طرق للتخلص من فوبيا الحب.
فوبيا الحب Philophobia
تُعد خطوة الوقوع في حب شخص آخر من الخطوات الصعبة في حياتنا جميعًا؛ فتلك الخطوة يمكن أن تكون سبب في سعادتنا أو الشعور بالحزن والأسى مدى الحياة. لذلك نجد أن البعض يخشى من الوقوع في الحب وإظهار مشاعر الضعف أمام الآخر وهو أمر طبيعي.
تظهر خطورة هذا الشعور عندما يتحول إلى خوف مفرط وقلق شديد من الوقوع في الحب، ومن ثَم تجنب أي علاقات عاطفية للحفاظ على المشاعر وتجنب إستغلال الآخر، وهنا يتحول الأمر إلى مرض نفسي يُدعى فوبيا الحب.
يمكن تعريف الفيلوفوبيا أو رهاب الحب على أنه مرض نفسي ينتج عنه شعور الفرد بالخوف الشديد من الشعور بالحب تجاه أي شخص، وتجنب الدخول في العلاقات العاطفية مع الآخرين لحماية النفس من الشعور بالضعف والتعرض للأذى.
يرى دائمًا مريض رهاب الحب أن الحب هو خطر يجب التخلص منه وتجنبه تمامًا للحفاظ على المشاعر وحتى لا يشعر الشخص بالألم عندما يخذله من يحبه.
هل أنت مصاب الفيلوفوبيا؟
يمكن للشخص اكتشاف إصابته لمرض الفيلوفوبيا أو رهاب الحب من خلال ظهور مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية؛ ومن أبرزها ما يلي:
الأعراض الجسدية
- الدوار الشديد.
- الغثيان.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- صعوبة التنفس.
- اضطرابات في المعدة.
- التعرق الشديد.
الأعراض النفسية
- فقد القدرة على تكوين علاقة عاطفية مع الآخر.
- الشعور بالخوف من شريك الحياة دون وجود مبررات.
- الشعور بالقلق الشديد عند الدخول في علاقة عاطفية جديدة، والتفكير في أن تلك العلاقة مؤقتة وستنتهي قريبًا.
- فقد الثقة في الآخرين.
أسباب الإصابة بفوبيا الحب
هناك الكثير من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذا النوع من الفوبيا، ويمكن تلخيص تلك الأسباب على النحو التالي:
الأسلوب المستخدم في تربية الأبناء
يتعرض بعض الأبناء للقسوة والعنف من آبائهم في مختلف المراحل العمرية، وبالطبع يتسبب ذلك الأمر في خوف الطفل من التعامل مع الآخر. يتفاقم الأمر في الكبر حيث يخاف الشخص من الوقوع في الحب والتعامل مع الآخرين حتى لا يتعرض لأي صورة من أشكال العنف والأذى النفسي.
الخلافات الأسرية
إن العلاقة بين الأم والأب مهمة للغاية بالنسبة لأبنائهم حيث أنها تساعد في تكوين صورة عن العلاقة بين الرجل والمرأة. لذلك عندما يكون هناك خلافات وشجارات دائمة بين الأم والأب؛ فإن ذلك الأمر يظل راسخًا في ذهن الطفل، ويزداد الأمر سوءًا حين يكبر حيث يخشى الشخص الدخول في أي علاقة عاطفية.
التجارب السابقة
يمكن أن يتكون لدى الشخص صورة سلبية عن العلاقات مع الآخرين والخوف من الوقوع في الحب نتيجة مروره بتجربة شخصية سيئة، أو بسبب سماعه عن تجربة سلبية مر بها أحد الأقارب والأصدقاء. إن تلك التجارب تترك آثار سلبية في نفس الشخص، وتجعله يخاف بشدة من الحب أو التعامل مع الآخر.
فقد الثقة بالنفس
إن عدم وجود ثقة لدى الشخص تجعله رافضًا لتكوين أي علاقة عاطفية مع الآخر، وتجعله يهرب دائمًا من التعامل مع الآخرين خاصة إذا كان المصاب شخص انطوائي.
اضطراب المشاركة الاجتماعية
يفقد بعض الأطفال شعور الأمان تجاه الآخرين نتيجة عدم حصوله على الحب والأمان من الأب أو الأم أو مصدر اجتماعي موثوق به مما يجعله يخاف من الوقوع في الحب عندما يكبر.
هل الخوف من الحب مرض نفسي؟
إن الخوف من الوقوع في الحب هو خوف طبيعي في بداية الدخول في أي علاقة. لكن يتحول الأمر إلى اضطراب نفسي يجب علاجه عندما يتجنب الشخص خوف أي علاقة عاطفية نتيجة شعوره بالقلق المفرط، وعدم شعوره بالاطمئنان تجاه الآخرين دون وجود سبب واضح.
ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفوبيا الحب؟
لقد تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حول هذا النوع من الفوبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أكدت نتائج تلك الدراسات على أن هناك حوالي شخص مصاب بفوبيا الحب من كل 10 أشخاص أمريكيين بالغين. لكن علينا أن نعي أنه من الصعب تحديد إجمالي عدد المصابين بهذا النوع من الفوبيا لأن هناك من يعانون بهذا المرض النفسي ويحرصون على إخفاء ذلك الشعور أمام الآخرين.
من جانب آخر؛ أكدت بعض الدراسات على أن النساء هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الفوبيا، وكذلك الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض.
مخاطر الفيلوفوبيا
إن فوبيا الحب هي واحدة من أغرب أنواع الفوبيا، وهي تؤثر سلبًا على حياة الفرد وذلك لأنها تمنعه من الدخول في أي علاقة عاطفية مع الآخر، وبالتالي يخاف من فكرة الزواج.
كذلك يمكن أن يتسبب هذا النوع من الفوبيا في انعزال المريض عن الناس، وإصابته بأمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو رهاب القلق، وقد يتعاطى البعض المخدرات. كما يمكن أن يصل الأمر إلى الانتحار.
أفضل الطرق للتخلص من فوبيا الحب نهائيًا
إن علاج الفيلوفوبيا أمر ضروري لما له من تأثير خطير على حياة الشخص الشخصية والعملية، ويمكن تحديد طريقة العلاج المناسبة من خلال استشارة الطبيب المختص لاختيار إحدى طرق العلاج التالية:
العلاج السلوكي المعرفي
يستخدم هذا النوع من العلاج للتخلص من آثار العديد من أنواع الفوبيا على المريض مثل فوبيا الحب و فوبيا الظلام و فوبيا الحشرات وغيرها من أنواع الفوبيا الأخرى؛ فالطبيب هنا يعتمد على التعرف على الأفكار السلبية التي تدور في ذهن المريض حول الأمور التي تسبب شعوره بالخوف، ويحاول تغييرها واستبدالها بأفكار إيجابية.
تقنيات الإسترخاء
تُعد تلك التقنيات من أفضل الطرق المستخدمة في علاج رهاب الحب حيث أنها تساعد المريض على إدارة الأعراض الخاصة بالمرض، والسيطرة على انفعالاته. تتضمن تقنيات الإسترخاء رياضة اليوجا وتمارين التنفس العميق وتقنية التأمل.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُعد رهاب الحب من الأمراض النفسية الخطيرة لذلك من الضروري أن يقوم المريض بزيارة الطبيب عندما تظهر عليه أعراض هذا النوع من الفوبيا خاصة إن ظلت تلك الأعراض ملازمة للمريض لمدة ستة أشهر على الأكثر ولها تأثير واضح على حياته الاجتماعية.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال بعد أن تعرفنا على فوبيا الحب، أعراضها، أسبابها، مخاطرها على حياة المريض، أفضل الطرق التي يُنصح بإتباعها للتخلص منها نهائيًا.