فوبيا تغيير المكان هي أحد أنواع الفوبيا المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، وهي أحد أنواع رهاب التغيير الذي يصاب به البعض مما يدفعه إلى تجنب تغيير المكان لخوفه الشديد من المجهول.
نظرًا لخطورة هذا النوع من الفوبيا على حياة الفرد حيث أنه من الممكن أن يتسبب في جعله يخسر الكثير من الأمور في حياته؛ سنتعرف في هذا المقال على أعراض هذا المرض، أسباب الإصابة به، وكيفية التخلص من فوبيا تغيير المكان.
ما هي فوبيا تغيير المكان؟
يمكن تعريف فوبيا تغيير المكان على أنها ذلك المرض الذي ينتج عنه شعور الفرد بالخوف الشديد عند الإقبال على تغيير المكان سواء كان ذلك الأمر متعلقًا بتغيير مكان العمل أو المنزل.يُعد السبب الرئيسي للإصابة بهذا النوع من الفوبيا هو الخوف من التغيير لأن البشر يخافون دائمًا من كل ما هو مجهول خاصة عندما يكون التغيير خارج نطاق سيطرة الشخص.
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن رهاب تغيير المكان هو رهاب مصاحب لأولئك الذين يعانون من رهاب التغيير بشكل عام؛ حيث يفضل هؤلاء الأماكن التي اعتادوا عليها حتى وإن كان تغيير المكان في مصلحتهم.

أعراض رهاب تغيير المكان
تتشابه أعراض فوبيا تغيير المكان مع غيرها من أنواع الفوبيا الأخرى مثل فوبيا المرتفعات و فوبيا الأماكن المغلقة و فوبيا الظلام وغيرها. يمكن تلخيص تلك الأعراض على النحو الآتي:الأعراض النفسية
يعاني مريض رهاب تغيير المكان من مجموعة من الأعراض النفسية؛ ومن أبرزها ما يلي:- الشعور بالقلق المفرط.
- الضغط العصبي.
- الضغط النفسي.
- الإكتئاب.
- يمكن أن يصل الأمر إلى العزلة للهروب من تغيير المكان.
- الانفصال عن الواقع بسبب خوف الشخص من مواجهة المجهول.
- فقد القدرة على السيطرة على الأفكار التي تدور في ذهنه والتي تسبب له التوتر والقلق المفرط.
- التفكير في الهروب.
- الخوف من السفر.
- تجنب حدوث أي تغيير إيجابي.
- القلق الشديد بشأن ما سيحدث في المستقبل.
- رفض حضور أي مناسبات أو احتفاليات في مكان غريب لا تعرفه.
- الخوف من الفشل.
- الاكتئاب.
الأعراض الجسدية
تظهر على الأشخاص المصابين بفوبيا تغيير المكان عدد من الأعراض الجسدية؛ وهي كالآتي:- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة سرعة نبضات القلب.
- نوبات الهلع.
- الغثيان.
- عسر الهضم.
- التعرق.
- الارتجاف.
- الدوخة خاصة عند التواجد في الأماكن المفتوحة أو الضيقة.
أسباب فوبيا تغيير المكان
يعاني آلاف الأشخاص في مختلف أنحاء العالم من هذا النوع من الرهاب لعدة أسباب؛ و من أهم أسباب الإصابة به ما يلي:- خوف الشخص من التغيير.
- العوامل الوراثية؛ فخوف الآباء من التغيير هو شعور ينتقل إلى أبنائهم.
- التجارب السلبية التي يمر بها الشخص خلال المراحل المختلفة من حياته مثل التغير في المواقف المالية أو خسارته شيء مهم له بسبب تغير نمط حياته مما يجعل تلك التجارب تجارب صادمة.
- رغبة المريض في العيش في عالمه المثالي الذي اعتاد عليه دون الدخول في مشاكل أو مواجهة تحديات مع أمور مجهول له في مكان جديد.
- الخوف من الفشل لأننا لا نعلم ما يمكن أن يحدث عندما نحاول تغيير المكان سواء على الصعيد الشخصي أو العملي.
- إن الخوف من المجهول هو طبيعة بشرية متجذرة في نفوسنا، ولكن يتحول الأمر إلى مرض نفسي عندما يصبح الخوف عائق يمنع الشخص من الإستمرار في حياته ومواكبة التطور.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفوبيا تغيير المكان؟
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن أولئك الذين يعانون من فوبيا المرتفعات أو فوبيا الأماكن الضيقة أو رهاب الخلاء أو فوبيا التغيير أو رهاب الاحتجاز هم الأكثر عرضة للإصابة برهاب تغيير المكان.في الواقع؛ يمكننا أن نجد الكثير من الأشخاص في هذا العالم ممن يفضلون البقاء في وظائف بائسة بالرغم من شعورهم بعدم الرضا لأنهم خائفون من بدء عمل في مكان جديد.

كيفية علاج فوبيا تغيير المكان وطرق التخلص منها
أشار الأطباء النفسيون إلى أن هناك عدة طرق يمكن اتباعها لعلاج هذا النوع من الفوبيا حتى يتمكن المريض من الإستمرار في حياته بصورة طبيعية؛ وفيما يلي توضيح لأهم طرق العلاج:العلاج السلوكي المعرفي
يعتمد هنا المعالج على الجزء السلوكي الخاص بالمريض، وهو أحد أشكال العلاج النفسي الذي يساعد المرضى على التخلص من أعراض هذا النوع من الفوبيا نهائيًا.يتحدث الطبيب مع المريض للتعرف على مخاوفه، ومحاولة علاجها وتغيير أفكار الشخص تجاه ما يخيفه قدر المستطاع. يقوم المعالج بعد ذلك بسؤال المريض عن السبب الآخر للخوف لمحاولة علاجه.
يحاول الطبيب النفسي هنا أيضًا من مساعدة المريض للتخلص من شعوره بالخوف المرضي تجاه أماكن معينة حتى يتخلص من هذا الشعور نهائيًا.
علاج التعرض
عادة يحاول الطبيب النفسي مساعدة المريض بهذه الطريقة العلاجية لمواجهة ما يخيفه وذلك من خلال تعرض المريض لمخاوفه تدريجيًا مثل جعله يتواجد في غرف تغيير الملابس أو التواجد في أماكن ضيقة.يمكن أيضًا جعل الشخص يشاهد أماكن جديدة في صور أو فيديوهات، ثم جعله يصف ما يشعر به، ومحاولة تغيير أفكار المريض السلبية تجاه تلك المخاوف. تساعد هذه الطريقة في علاج فوبيا الأماكن، وجعل المريض يتخلص من خوفه من تغيير الأماكن.
بعض النصائح لتجنب الخوف من تغير الأماكن
إذا كنت تخاف من التواجد في مكان معين أو الميادين العامة أو الأماكن المرتفعة أو تشعر بالخوف عند التعامل مع الناس في مكان جديد؛ يجب عليك اتباع تلك النصائح للتخلص من هذا الشعور:- يجب التفكير بشكل عقلاني أنه لا يوجد شيء في المكان الجديد يستدعي شعورك بذلك الخوف سواء كان ذلك المكان من الاماكن المظلمة أو الضيقة مثل المصاعد.
- الإستعانة بمساعدة الآخرين أثناء التواجد في مكان جديد أو مرتفع أو عند التواجد في الأماكن المكشوفة للتخلص من المشاعر السلبية، وتخطي صعوبة التعامل مع أشخاص جدد.
- زيارة الطبيب النفسي المختص للتخلص من أعراض الخوف المرضية التي تؤثر سلبًا على حياتك. يهدف هذا الأمر أيضًا إلى الحصول على العلاج المناسب وفقًا لحالة المصاب.
- يمكنك ممارسة تمارين وأساليب الاسترخاء؛ حيث يقلل ذلك الأمر من الشعور بالتوتر أو اضطراب القلق.
- تجنب التفكير في مواقف الماضي والتجارب السلبية التي حدثت في مرحلة الطفولة، وكذلك تجنب الأفكار الخاطئة.
- الحصول على قسط كافي من النوم يوميًا.
- التفكير في المزايا الموجودة بالمكان الجديد، وما يوفره من عوامل نجاح.