يُشكل مرض الفوبيا عند الأطفال خطرًا حقيقيًا على حياته اليومية لذلك نقدم من خلال موقعنا كافة التفاصيل المتعلقة بهذا المرض لنتعرف على انواع الفوبيا التي يعاني منها الأطفال، أسباب الإصابة، أعراضه، تشخيصه، وأفضل الطرق التي يُنصح بإتباعها للتخلص نهائيًا من الفوبيا عند الاطفال.
الفوبيا عند الاطفال
إن الشعور بالخوف عند الاطفال هو أمر مألوف في مراحل نموهم الأولى؛ فالمراحل الأولى من حياة الاطفال تكون سنوات استكشاف لكل الأشياء المحيطة به، وبالتالي يكون الشعور بالقلق عند الطفل امر طبيعي لأنه يحتاج إلى توخي الحذر في تلك المراحل.
عندما يتحوّل خوف الطفل الطبيعي إلى شعور بالقلق والخوف المفرط الغير مبرر.
هنا يجب على الآباء والأمهات التأكد من إصابة الطفل بالفوبيا ، وإتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاجه منها لأن ذلك المرض يعيق سلوك الطفل، ويؤثر على مراحل نموه الطبيعية.
تُعرف الفوبيا أو الرهاب عند الاطفال على أنه الخوف المفرط من شيء أو موقف، ويستمر ذلك الشعور لمدة لا تقل عن ستة أشهر. وقد صنفه الأطباء النفسيون على أنه أحد انواع اضطرابات القلق.
ما هي أشهر انواع الفوبيا عند الأطفال؟
هناك العديد من الأشكال والأنواع للفوبيا التي تُصيب الأطفال، وتختلف تلك الأنواع فيما بينها في نوع المخاوف التي يخاف منها الطفل في مراحل عمره المختلفة. وفيما يلي توضيح لأشهر انواع الفوبيا عند الاطفال:
فوبيا الحيوانات
تُعرف تلك الفوبيا على أنها الشعور بخوف وتوتر وقلق شديد مجرد مشاهدة الطفل لصور حيوانات أو رؤيته في الواقع. تُعد تلك الفوبيا من أشهر انواع الفوبيا التي تصيب الأطفال في مراحل نموهم الأولى.
اضطراب القلق الاجتماعي
يشير هذا المرض إلى ذلك الشعور بالقلق والتوتر عند التعرف على أشخاص جدد، ويُعد هذا المرض من الأمراض النفسية الشائعة بين الاطفال والمراهقين.
إن الاطفال الذين يعانون من هذا النوع من الفوبيا يشعرون بخوف مفرط عند التعرض لأي مواقف في المدرسة مع زملاء جدد.
كما يُعاني المُراهقون أيضًا من هذا الاضطراب عند مقابلة الغرباء، وينتج عن ذلك فقد القدرة للتعامل مع الأشخاص في الخارج.
رهاب الخلاء
يشعر هنا الصغار ب مشاعر خوف غير عقلانية عند تركهم بمفردهم في المنزل، أو عند التواجد في أماكن مفتوحة. يمكن أن يتسبب هذا المرض في اصابة الطفل بنوبات هلع.
يمكن أن يُصاب أيضًا المراهقون والبالغون بهذه الفوبيا نتيجة تعرضهم لتجربة سيئة في الماضي أو وجود عامل وراثي يتمثل في اصابة احد أفراد العائلة بهذا الخوف المرضي.
اضطراب قلق الانفصال SAD
إن هذا الاضطراب يتسبب في جعل الاطفال يخافون من فكرة البعد عن الوالدين أو الأهل بإعتبارهم مصدر الأمان بالنسبة لهم.
يتسبب ذلك الأمر في انعزالهم، وتجنبهم التعامل مع أي شخص في الخارج. يمكن أن يصل الامر إلى تجنب الذهاب إلى المدرسة، وبالتالي التأثير سلبًا على واجباتهم المدرسية.
فوبيا الطعام عند الاطفال
اذا كان طفلك يعاني من هذا الرهاب؛ فإنك ستلاحظ رفضه تناول الأطعمة الجديدة.
لقد أشارت الدراسات والأبحاث الحديثة إلى أن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض في مرحله الطفولة المبكرة في عمر سنة أو سنتين لإعتقادهم بأن تلك الأطعمة يمكن أن تضرهم أو أنها ذات مذاق سيء.
رهاب الاستحمام
إن الاطفال يشعرون بالخوف من الإستحمام في مرحلة الطفوله المبكرة، لكن يتحول هذا الامر إلى فوبيا عندما يستمر ذلك الشعور في سن الثالثة والرابعة من أعمارهم مع ظهور أعراض نفسية وجسدية على الأطفال عند الإستحمام تؤكد إصابتهم بفوبيا الإستحمام.
اسباب الفوبيا عند الأطفال
هناك عدد من العوامل التي تتسبب في الاصابة بالفوبيا ، ويمكن تلخيص تلك الأسباب على النحو الآتي:
- العوامل الوراثية: يمكن أن تؤدي اصابة احد أفراد العائلة بتلك
الفوبيا في اصابة الطفل حيث ينتقل احساس الخوف من الاباء إلى أبنائهم. - العامل البيئي: يمكن أن يمر الشخص بتجربة سيئة والتي يكون لها تأثير سلبي عليه، وقد تتسبب تلك التجربة بإصابته بأحد انواع
الفوبيا . - يمكن أن تؤثر الناقلات العصبية على الشعور بالقلق والتوتر؛ فنسبة السيروتونين والدوبامين لها تأثير بشكل مباشر على المشاعر. لذلك نجد أنه كلما قلت تلك النسبة؛ كلما زاد الشعور بالتوتر والقلق.
- الاطفال الذين لديهم احد الأمراض الجسدية مثل مشاكل الغدة الدرقية أو عدم انتظام معدل نبضات القلب أو أي مشكلة صحية أخرى من الأمراض التي تسبب زيادة معدل الشعور بالقلق.
اعراض الفوبيا عند الاطفال
يظهر على الاطفال المصابين بالفوبيا مجموعة من الاعراض التي تختلف من طفل لآخر، وتتشابه تلك الاعراض مع اعراض انواع مختلفة من الفوبيا مثل فوبيا الموت و فوبيا الحب و فوبيا اللمس وفوبيا الأماكن المغلقة وغيرها. يمكن تلخيص تلك الأعراض على النحو الآتي:
- زيادة سرعة نبضات القلب.
- الارتجاف.
- التعرق الشديد.
- صعوبة في التنفس.
- الاختناق.
- اضطراب في المعدة.
- الدوار وقد يصل الامر إلى الإغماء.
- نوبات الهلع.
- خوف غير مبرر في مرحله الطفولة، يمكن أن تشعر بخوفه المفرط عندما يتعرض لمخاوفه، ويؤثر ذلك الامر على دراسة الطفل. يزداد ذلك الشعور كلما تقدم الشخص في العمر.
- البكاء المستمر أثناء النوم لتفكيره في مخاوف ليس لها أي وجود.
- التوتر عند مشاهدة شيء معين، ويصعب على الطفل مواجهة ذلك الامر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تغير درجة الحرارة للجسم.
- التأثير سلبًا على صحّة الطفل االنف سية والجسدية.
تشخيص الفوبيا عند الأطفال
يجب أولًا التأكد من أن الطفل ليس لديه أي مشاكل صحية أو أي أمراض جسدية.
يقوم بعد ذلك المعالج أو الطبيب النفسي المختص بإجراء بعض الاختبارات في أماكن مختلفة وفقًا للمعايير السريرية المحددة للرهاب للتأكد من إصابته بالفوبيا .
نصائح حول أفضل طرق علاج الرهاب عند الأطفال
أشار الأطباء النفسيون إلى أن علاج الفوبيا عند الأطفال يُفضل أن تتم في البداية عند ظهور أعراض المرض حتى يسهل التخلص منها نهائيًا لتجنب تأثيرها السلبي على الطفل خاصة فيما يتعلق بواجبه المدرسي.
إن اضطراب القلق الاجتماعى والفوبيا وغيرها من الأمراض النفسية تحتاج إلى إتباع عدة طرق علاجية محددة للتأكد من نجاحها في علاج المريض؛ ومن أبرز طرق علاج الفوبيا ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
يبدأ هنا المعالج بمصاحبة الطفل والتحدث معه عن حياتِه العامة، ثم يقوم بتغيير الحديث تجاه مخاوفه للتعرف على درجة خوفه من تلك الأشياء، وكذلك التعرف على تلك المخاوف بالتفصيل.
يقوم المعالج بعد ذلك بتوضيح الحقيقة الخاصة بتلك المخاوف، ويكون هنا دوره دور الناصح الذي يحاول تغيير الأفكار السلبية التي تدور في ذهن الطفل إلى أفكار إيجابية حتى لا يصبح الشخص مصاباً بالخوف منها دون أي داعي.
التعرّض
يعترف أطفال المُصابين بالفوبيا بالمخاوف التي تسبب لهم الخوف و القلق، ويقوم المعالج الذي يتمثل في أخصائية نفسية أو طبيب نفسي في بدء علاج الحالات بأسلوب التعرض، وهو أن يقوم الشخص بمواجهة مخاوفه تحت إشراف الطبيب.
يمكن أن يرتدي الطبيب الأقنعة التي تمثل مَخاوف الطفل، والتأكيد على أن تلك المخاوف أوهام ليس لها أي وجود، يمكن أن تختفي بمجرد التخلص من تلك الاقنعة، أي أن أي شيء يسبب الخوف هو امر عادي.
يقوم الطبيب بالتأكيد على تلك الأفكار خلال مجموعة جلسات بواسطة عملية عرض الصور والفيديوهات التي تحتوي على الأشياء التي تُسبب له الخوف. يتعرّض الطفل لمخاوفه تدريجيً.
مع مرور الوقت؛ تصبح تلك المخاوف الموجودة في خيال الطفل أوهام حتى تختفي تمامًا، ويتم شفاء الحالة تمامًا من اعراض الفوبيا ولا يصبح الطفل الشخص الخواف، وغير الحالة التي كان عليها بعد أن تعرف بحقيقة الأشياء التي كانت تزعجه.
وفي الختام؛ علينا أن ندرك أن هناك الكثير من الأطفال الذين يصيبهم الخوف من الأشياء الغير مألوفة خاصةً الذكور، لكن يجب أن ندرك الفرق بين الخوف الطبيعي و الفوبيا عند الاطفال.
كما علينا أن ندرك أن العلاج لا يقتصر فقط على المعالج النفسي؛ بل إن للآباء دور لا يمكن التغافل عنه في مساعدة أبنائهم على التخلص من شعور الخوف والقلق.
إن الفوبيا لها تأثير سلبي على جزء كبير من سلوكيات الأطفال في مراحل عمرهم الأولى.
يصبح الخوف هنا مثل العادة التي تتسبب في إيقاف النمو الطبيعي للطفل، وابعاده عن فكرة الاندماج في البيئة المحيطة به؛ فهذا الامر يُعد مرض نفسي خطير يجب التخلص منه فور ظهوره للحفاظ على الطفل و المراهق من آثار الفوبيا .
المصادر