اكتشف أعراض وأسباب الاكتئاب ثنائي القطب وطرق علاجه

 الاكتئاب ثنائي القطب هو أحد الأمراض النفسية التي يصاحبها حدوث تقلبات مزاجية لدى المريض، وتختلف تلك التقلبات من شخص لآخر حيث يمكن أن تكون تقلبات يصاحبها انفعالات شديدة متمثلة في الهوس أو تكون تقلبات يصاحبها انفعالات بسيطة متمثلة في الاكتئاب. 

تستمر النوبات المصاحبة للاكتئاب لعدة أسابيع ويمكن أن تستمر لعدة شهور وفقًا لحالة المريض. لكي نتمكن من فهم ذلك المرض؛ نعرض من خلال موقعنا أسباب الإصابة به، أعراضه، وطرق التعايش معه.

الاكتئاب ثنائي القطب Bipolar Disorder

نمر جميعًا بحالات نفسية مختلفة بين الحين والآخر وهذا أمر طبيعي. لكن عندما يكون الأمر متعلقًا بإصابة الشخص بالاكتئاب ثنائي القطب أو ما يُعرف بإسم الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الهوسي أو اضطراب الهوس الاكتئابي؛ هنا تكون التقلبات التي تطرأ على المصاب أكثر حدة.

إن هذا المرض يؤثر سلبًا على الحالة النفسية والجسدية للمريض، وذلك لأنه يتسبب في حدوث تغيرات خطيرة سواء فيما يتعلق بتفكير الشخص أو طاقته أو سلوكه أو مزاجه. 

يمكن أن تستمر تلك الاضطرابات لعدد من الأسابيع، ويمكن أن تزيد حدتها وتستمر لشهور.

الاكتئاب ثنائي القطب

أنواع الاكتئاب ثنائي القطب

يشير الأطباء النفسيون إلى أن هناك ثلاثة أنواع أساسية لمرض اضطراب ثنائي القطب، تتضمن تلك الأنواع حدوث تغيرات واضحة في مستويات الطاقة والنشاط لدى المصابين. 

تختلف الحالات المزاجية لدى المصابين وفقًا لدرجة الاكتئاب؛ حيث أنها تتراوح بين فترات السلوك الشديد أو الصاعد والتي تُعرف بإسم نوبات الهوس من جانب و فترات الكآبة واللامبالاة والتي تُعرف بإسم نوبات الاكتئاب من جانب آخر.

 يمكن تقسيم أنواع الاكتئاب ثنائي القطب على النحو التالي:

اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

يُعرف هذا النوع بإسم نوبات الهوس، وتستمر أعراضه مع المصاب لمدة حوالي سبعة أيام على الأقل. عندما تزيد حدة أعراض هذا المرض؛ يحتاج هنا المُصاب إلى تلقي الرعاية الصحية الفورية في المستشفى أو مركز الرعاية المتخصص.

يمكن أن يحدث هنا تغيرات مزاجية أكثر حدة ليصبح المريض مصابًا بنوبات اكتئاب ذات سمات مختلطة؛ حيث يعاني المريض من وجود أعراض اكتئاب وأعراض هوس معًا.

اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

يشير المتخصصون إلى أن هذا النوع من اكتئاب ثنائي القطب هو أحد أنماط نوبات الاكتئاب وكذلك نوبات الهوس الخفيف. يُعد هذا النوع أحد أنماط تطور النوع الأول لكنه لا يصل إلى الإصابة بنوبات الهوس الشديدة.

اضطراب دوروية المزاج

 تستمر أعراض هذا النوع مع المريض لمدة لا تقل عن عامين عند البالغين، وعام واحد عند الأطفال والمراهقين. 

يمكن تشخيصه النوع  في أواخر مرحلة المراهقة؛ حيث يصعب تشخيصه في مرحلة الطفولة لعدم وضوح أعراضه.

 كذلك يمكن أن تظهر الأعراض للمرة الأولى على المرأة أثناء الحمل أو عقب الولادة مباشرة.

ما هي اعراض الاكتئاب ثنائي القطب؟

يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من حدوث تغيرات في مشاعرهم، وكذلك في أنماط النوم، وبالطبع ينتج عن ذلك حدوث تغيرات في السلوكيات ومستويات النشاط والطاقة. 

يمكن تلخيص اعراض اكتئاب ثنائي القطب على النحو التالي:

  1. الشعور بالحزن الشديد والقلق المفرط واليأس.
  2. النعاس.
  3. أن يكون الشخص سعيدًا بشكل غير عقلاني أو منفعل بشدة.
  4. المعتقدات الغير واقعية.
  5. الأرق، ووجود صعوبة في النوم أو الاستيقاظ في الصباح.
  6. فقدان الشهية.
  7. في بعض الحالات؛ يمكن أن يحدث زيادة ملحوظة في الوزن.
  8. التحدث بسرعة.
  9. النسيان وفقد القدرة على الكلام أحيانًا.
  10. فقد القدرة على القيام بالمهام اليومية.
  11. الإفراط في تناول الطعام والشراب.
  12. ضعف القدرة على التفكير السليم والاندفاع.
  13. عدم الشعور بالمتعة لأي أمور إيجابية تحدث في حياة الشخص.
  14. التفكير في الموت والأفكار الانتحارية.

أسباب ثنائي القطب

أشار الخبراء إلى أنه من الصعب تحديد أسباب الإصابة بمرض اضطراب ثنائي القطب بدقة. لكن بشكل عام هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بهذا المرض؛ ومن أبرزها ما يلي:

1- خلل التوازن الكيميائي في الدماغ 

يشير البعض أن أن وجود خلل التوازن الكيميائي في الدماغ يمكن أن يتسبب في الإصابة بهذا المرض؛ فهناك مواد كيميائية مسؤولة عن عمل الدماغ والتحكم في وظائفها . توجد تلك المواد في الناقلات العصبية، وتتضمن النورادرينالين والدوبامين والسيروتونين. 

على سبيل المثال؛ يمكن أن يعاني شخص من الإصابة بنوبات الهوس أو نوبات الإكتئاب نتيجة ارتفاع أو انخفاض مستويات النورادرينالين في الدماغ.

2- العامل الوراثي

يعتقد البعض أن العوامل الوراثية يمكن أن يكون لها تأثير في إصابة الشخص بهذا المرض؛ حيث يبدو أنه ينتقل بين أفراد العائلة في حال إصابة أحدهم به.

 لكن من الصعب أن نشير إلى أن هناك جين واحد مسؤول عن نقل هذا المرض من شخص لآخر في العائلة الواحدة؛ فهناك مجموعة من العوامل الجينية والبيئية التي يمكن أن تعمل كمحفزات لنقل هذا المرض بين أفراد العائلة.

3- العامل البيئي

يمكن أن يؤدي مرور الشخص بظروف معينة أو مواجهته مواقف مجهدة إلى إصابته بمرض الاكتئاب ثنائي القطب؛ ومن أهم الأمثلة على تلك المواقف والمحفزات التي تتسبب في الإصابة:
  • التعرض لاعتداء جسدي أو لفظي.
  • وفاة أحد أفراد العائلة المقربين.
  • الإصابة بمرض جسدي مزمن.
  • اضطرابات النوم.
  • مواجهة مشكلات صعبة بالعمل.

هل مرض الاكتئاب ثنائي القطب خطير؟

يُعد هذا المرض من أخطر الأمراض النفسية التي يمكن أن يُصاب بها الفرد، والسبب في ذلك هو أنه يتسبب في حدوث نوبات هوس نتيجة حدوث تغيرات عالية في المزاج، وكذلك حدوث نوبات اكتئاب بسبب حدوث تغيرات منخفضة.

 يمكن أن تتسبب تلك التغيرات في فقد الشخص القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، وكذلك الاندفاع في اتخاذ بعض القرارات التي يمكن أن تؤثر سلبًا على حياته الشخصية والعملية.
الاكتئاب ثنائي القطب

كم يعيش مريض الاكتئاب ثنائي القطب؟

في الواقع؛ تختلف المدة التي يعيشها مريض ثنائي القطب وفقًا لحالته المرضية ومدى استجابته للعلاج. كما علينا أن نعي أن هذا المرض من الاضطرابات التي يصعب التخلص منها نهائيًا.

 لكن تتحسن حالة المريض عند إتباعه طريقة العلاج المناسبة. يلاحظ تحسن الحالة خلال ثلاثة أشهر بعد أن يتمكن المعالج من السيطرة على سلوك الفرد ومستويات طاقته من خلال التحكم في مزاجه.

هل يمكن الشفاء من مرض ثنائي القطب؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أنه هذا المرض من الأمراض النفسية التي ليس لها علاج نهائي أي أنه لا يمكن الشفاء منه، لكن يمكن إتباع طريقة علاج تتناسب مع الحالة تحت إشراف الطبيب المختص للسيطرة على الحالة المزاجية للشخص وتقليل حدتها وتأثيرها على حياته.

كذلك نجد أن هناك بعض الدراسات الحديثة التي أكدت على أن العلاج قد ساعد في تراجع نسبة 50% من أعراض الاكتئاب للعديد من المرضى، وكذلك تراجع 75% منهم عن التفكير في الانتحار بعد تناول العلاج الصحيح.

علاج ثنائي القطب

إذا كنت مريض ثنائي القطب أو لديك مريض يعاني من هذا المرض من الأهل أو الأصدقاء؛ فيجب عليك أن تدرك أنه يجب التوجه إلى الطبيب المختص فور ظهور أعراض المرض لتجنب حدوث مضاعفات والتي يمكن أن تتسبب في تدمير حياة الشخص تمامًا.

يمكن علاج هذا المرض من خلال تناول بعض الأدوية لمنع حدوث نوبات الهوس أو نوبات الاكتئاب، كما يجب الإستعانة ببعض طرق العلاج النفسي مع الأدوية وتغيير نمط حياة الفرد للحصول على نتيجة أفضل للعلاج.

مدة علاج مرض الاكتئاب ثنائي القطب

إن علاج هذا المرض هو علاج طويل الأمد لأن مرض ثنائي القطب هو مرض مزمن، ويمكن أن يحدث للمريض انتكاس إذا توقف عن تناول الأدوية أو لم يهتم بالاستمرار في العلاج. 

على أي حال يمكن ملاحظة تغيرًا ملحوظًا واستجابة للعلاج لدى المريض خلال ثلاثة أشهر من بدء العلاج؛ حيث ينجح الطبيب المختص في مساعدة المريض على السيطرة على حالته المزاجية، والتحكم في انفعالاته وسلوكياته.

وبذلك نكون قد انتهينا من هذا المقال بعد أن قدمنا كافة المعلومات المتعلقة بالمرض النفسي الخطير الاكتئاب ثنائي القطب الذي يجب علاجه فور ظهور أعراضه تحت إشراف الطبيب المختص لما له من مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤثر بشدة على حياة الفرد.

المصادر

طبيب بشري ومتخصص في كتابة المقالات الطبية وخاصة في مجال الصحة النفسية ..

google-playkhamsatmostaqltradent