فوبيا ضياع الوقت هو أحد الأمراض النفسية التي تتسبب في شعور الفرد بالخوف الشديد بمجرد إحساسه بمرور الوقت.
وقد يتسبب ذلك الأمر في الإصابة بالإكتئاب خاصة لدى الاشخاص المسجونين أو المرضى أو كبار السن.
يمكن أن تتسبب الإصابة بهذا النوع من الفوبيا في حدوث مضاعفات لدى المصابين التي تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بنوبات الهلع والعزلة الاجتماعية.
لذلك نقدم من خلال موقعنا كافة التفاصيل المتعلقة بهذا المرض لتوضيح أفضل الطرق التي يمكن إتباعها لعلاج فوبيا ضياع الوقت.
فوبيا ضياع الوقت Chronophobia
تعني فوبيا ضياع الوقت الخوف الشديد من مرور الوقت أو ضياعه.
يتولد ذلك الشعور نتيجة الخوف مما قد يحدث في المستقبل مثل موت أحدهم نتيجة تقدمه في العمر أو القلق غير المنطقي بشأن المجهول.
هنا يبدأ الأشخاص بالهوس بالنظر إلى ساعاتهم لمتابعة مرور الوقت.
ينتج عن الإصابة بهذا المرض النفسي تجاه المريض للتفكير في أفكار متسارعة، ويبدأ المصاب في التفكير في العزلة وتجنب الخروج من المنزل حتى لا يحدث له أي مكروه أو يواجه أي أمر غير مألوف.
مع مرور الوقت؛ تزداد حدة أعراض هذا المرض التي تُؤثر سلبًا على حياته اليومية وتعاملاته مع الآخرين.
أعراض الكرونوفوبيا
يعاني الكثير من المُصابين بهذا الرهاب من مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية.
تختلف تلك الأعراض من شخص لآخر. يمكن تلخيص تلك الأعراض على النحو الآتي:
الأعراض النفسية
يَشعر المصابون ب مرض رهاب مرور وقت وضياعه من مجموعة من الأعراض النفسية؛ ومن أبرزها ما يلي:
- يشعر هؤلاء ب خوف دائم من فقدان الهاتف المحمول.
- اضطراب الاغتراب عن الواقع أو ما يُعرف بإسم تبدد الشخصية.
- يَشعر أولئك الذين لديهم إصابة بهذا المرض بتسارع الوقت، ومروره بشكل عشوائي.
- قلق مستمر من مرور الوقت خاصة في أوقات معينة مثل التخرج من الجامعة أو اقتراب موعد ذكرى الزواج أو اقتراب موعد يوم ميلاد الشخص.
- اضطرابات النوم، والخوف من الذهاب إلى الفراش.
- توتر غير عقلاني.
- فقد القدرة على السيطرة على النفس عند التفكير في مرور الوقت أو مجرد الإحساس بضياع الوقت.
- يميل الشخص للعزلة، وقد يصل الأمر إلى عدم الذِهاب إلى مكان الدراسة.
- صعوبة الاستمرار في العمل.
- الرغبة في الوحدة.
- قضاء بعض الشباب وقت كبير على هواتفهم الذكية، كما أنهم يفضلون تجنب التواجد في أماكن الحشود الكبيرة.
الأعراض الجسدية
يظهر على مريض فوبيا ضياع الوقت عدد من الأعراض الجسدية التي تتشابه مع أعراض أنواع أخرى من الفوبيا مثل فوبيا رؤية الجروح ورهاب الخلاء و فوبيا الحشرات وفوبيا الأماكن المغلقة و النوموفوبيا وغيرها. يمكن تلخيص تلك الأعراض على النحو التالي:
- خفقان القلب.
- الغثيان.
- اضطرابات المعدة.
- الصداع.
- التعرق.
- صعوبة في التنفس.
أسباب فوبيا ضياع الوقت
يخاف الشخص أكثر من فكرة الضياع في الوقت كلما كبر في السن.
ففي بعض الأحيان يربط البعض مرور الوقت بالموت، ويروا أن مرور الوقت يعني اقترابهم من الموت شيئًا فشيئًا.
هناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها إصابة الشخص بمرض كرونوفوبيا، ويمكن تلخيص تلك الأسباب على النحو الآتي:
- تُعد العوامل البيئية والجينية أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بهذا النوع من الرهاب.
- أولئك الذين يعانون من اضطرابات قَلق والأمراض العقلية مثل اضطرابات المزاج.
- إن الناس الذين يعانون من nomophobia يكونوا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
- المرور بتجربة سيئة في الماضي يتيح الفرصة للإصابة بفوبيا ضياع الوقت.
- أنَّ يكون الفرد مصاب بمرض فوبيا الموت.
- إذا تم تشخيص حالة الفرد على أنه مصاب بمرض العضال الذي يشير إلى إمكانية أن يكون عمر الشخص قصير. يؤدي ذلك الأمر إلى التفكير في السنوات المتبقية، وفترة البقاء على قيد الحياة. يمكن أن يكون ذلك الشعور أمر وقتي، ويمكن أن يصبح الأمر الخوف المستمر ليتحول الأمر إلى فوبيا.
- تورط المُصاب في كارثة طبيعية مثل الزلازل أو الفيضان أو الإعصار، ويتسبب ذلك الأمر في الاحساس بخوف مستمر طويل الأمد لأن الإنسان يرى أن حياته معرضة ل أخطار حقيقيَّة.
- الحكم على الفرد لمدة طويلة، وبالتالي يتسبب ذلك في الإحساس بالفقدان والضياع للوقت.
- أن يتحدث الشخص مع الحالة التي تعاني من هذا المرض، مما يتسبب في نقل شُعور قَلق وخوف شديد إليه.
- يُلاحظ تزايد حالات فوبيا ضياع الوقت لدى كبار السن لشعورهم باقتراب موعد الموت.
مثيرات ومسببات الكرونو فوبيا
يمكن أن تظهر أعراض فوبيا ضياع الوقت نتيجة وجود مجموعة من المسببات؛ ومن أبرزها ما يلي:
- اقتراب موعد العديد من المناسبات مثل يوم الميلاد أو عيد الزواج أو غيرها من الاحتفالات السنوية.
- مرور الوقت مع فقد قدرة المريض على التحكم في التفكير في هذه الحقيقة طوال الوقت.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفوبيا تضييع الوقت chrono- phobia؟
أشارت الدراسات الحديثة التي أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الحالات المصابة بهذه الفوبيا قد وصلت نسبتها إلى ما يقرب من 12.5% من البالغين.
إن أولئك يشعرون بأعراض هذا المرض في مرحلة ما في حياتهم خاصة مع مرور الأوقات، ويجب عليهم الإستخدام دائمًا لمواجهة و محاربة المخاوف الخاصة بهم حتى لا تمثل لهم عائق في استمرارهم في ال حياة، و تجنب تأثيرها السلبي.
علاج فوبيا ضياع الوقت
في الواقع؛ إذا كنت مريض بهذا النوع من الفوبيا؛ فيجب عليك أن تراقبه تحت إشراف الطبيب المختص لاختيار أفضل طريقة علاج.
فيما يلي توضيح لأفضل طرق العلاج للشخص الرهابي للتخلص من أعراض الفوبيا نهائيًا:
العلاج السلوكي المعرفي
تُعد هذه الطريقة من الطرق الأكثر فاعلية في علاج صاحبه بسبب أن المريض هنا يعاني من التفكير في فشله في تحقيق أهدافه أو ما كان يأمل القيام به في حياته.
يقوم المعالج بمحاولة تغيير تلك الفكرة إلى شيء إيجابية وأكثر واقعية في الوقت ذاته مثل أنّه يمكنه أن يحقق الكثير من أهدافه في الحاضر وكذلك على المدى القصير.
يعرف هنا المريض أن مخاوفه ليست حقيقية، وأنه يقف أمام طريق جديد مليء بالتفاؤل والأمل، و تكون هنا الصورة عن نفسه أكثر واقعية بعيدة كل البُعد عن مشاعر القلق و الأشياء التي تُهدد مستقبله.
في الواقع؛ يساعدك هذا النوع من العلاج على أن تكون أقل انزعاجًا وقلقًا وذلك من خلال كونه يخلق نوعًا جديدًا من التفكير بشأن هذا الرهاب.
علاوة على ذلك؛ فإنه يمكّنك من معرفة أفضل طريقة لضبط السلوكيات والتحكم في استجابتك للمخاوف التي تُسبب شعورك بالضياع في الوقت.
العلاج بالكلام
نعلم جميعًا أن سماع كلمة بأسلوب معين يمكن أن يغير تفكير الشخص تجاه أمور معينة.
إذ يستخدم بعض الأطباء النفسيين طريقة علاج نفسي أو العلاج بـ الكلام لمساعدة المُصاب على فهم مخاوفه، ثم يعمل معك لتتغلب عليها للتغلب على شعورك بضياع الوقت الذي يصيب الشخص بخوف مفرط.
العلاج بالتعرض
يقصد بهذه الطريقة جعل المريض يتعرض لمخاوفه تحت إشراف الطبيب المختص لمساعدته على التخلص من تأثير تلك المخاوف.
كما أن هذا الأمر يساعد في التغلب على الخوف الزائد، و الاعتقاد الخاطئ حول وجود تلك الأشياء.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن تلك الطريقة من أنجح طرق العلاج لأن المريض يكون أقرب لمخاوفه.
ويتعامل معها مع توفير بيئة آمنة للوصول للغاية المطلوبة وهي جعله يدرك أن تلك المخاوف مجرد أوهام في ذهنه.
أساليب الاسترخاء
يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام تلك الأساليب طول فترة علاج المريض لمساعدته على التخلص من شعور الذعر و الكسل والرغبة في الانعزال الاجتماعي.
كما أنها تساعد عددًا كبيرًا من الحالات في التخلص من اضطرابات القلق التي تسبب إصابة الأغلب بهذه الفوبيا.
و بذلك نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال بعد أن تعرفنا على فوبيا ضياع الوقت، مسبباتها، أعراضها، الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها، وأفضل الطرق التي يُنصح بإتباعها للتخلص منها.