فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية أو ما يُعرف باسم متلازمة التحذلق اللغوي هي إحدى أنواع الفوبيا التي يُصاب بها أولئك الذين يعانون من حرصهم الشديد على تصحيح أي أخطاء لغوية أو نحوية.
يُصنف هذا المرض على أنه من الوسواس القهري لأن المريض هنا يكون لديه إصرار على تطبيق نظام معياري على لغة الكتابة خاصة تلك الخارجة على السيطرة.
من خلال موقعنا؛ سنتعرف على جميع التفاصيل المتعلقة بهذا المرض كأعراضها، أسباب الإصابة بها، تشخيصها، وأفضل الطرق التي يُنصح بإتباعها لعلاج فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية.
ما هي فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية؟
تُعرف فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية أو ما يُعرف بإسم متلازمة التحذلق اللغوي على أنها شعور الفرد بالتوتر والانزعاج الشديد عند قراءة نص لغوي به أخطاء املائية أو أخطاء نحوية.
لقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يحرصون دائمًا على تصحيح الاخطاء الاملائية للآخرين يعانون من أحد أنواع الوسواس القهري وهو OCD؛ ذلك الوسواس الذي يُعد السبب الرئيسي في الإصابة بهذا النوع من الفوبيا.
أعراض فوبيا تصحيح الاخطاء اللغوية
تظهر على مريض هذا النوع من الرهاب مجموعة من الأعراض، تنقسم تلك الأعراض إلى أعراض جسدية وأخرى نفسية. ويمكن تلخيص تلك الأعراض على النحو الآتي:
الأعراض النفسية
يعاني مصاب تلك الفوبيا من عدة أعراض نفسية، وتظهر تلك الأعراض بمجرد إصابة الشخص بهذا المرض النفسي؛ ومن أهم تلك الأعراض ما يلي:
- الشعور بالقلق الشديد عند رؤية نص به أخطاء إملائية ونحوية.
- الغضب المفرط مجرد رؤية نص لغوي به العديد من الأخطاء الإملائية.
- الهلع والتوتر.
- فقد القدرة على السيطرة على النفس عندما لا يلتزم الآخرون بالقواعد اللغوية السليمة عند الكتابة.
- يمكن أن يصل الأمر إلى رغبة المريض في العزلة لتجنب رؤية نصوص غير منظمة أو بها أخطاء إملائية في العمل أو في أماكن الدراسة.
- الانزعاج عند رؤية أي خطأ نحوي أو إملائي، والرغبة الشديدة في تصحيح تلك الأخطاء دون وجود سبب أو تفسير لذلك.
الأعراض الجسدية
تتشابه الأعراض الجسدية الخاصة بمرض فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية مع أعراض العديد من الأنواع الأخرى للفوبيا مثل فوبيا المرتفعات و فوبيا اللمس و فوبيا صوت المنبه و فوبيا الموت و فوبيا الطيران وغيرها. يمكن تلخيص تلك الأعراض على النحو الآتي:
- الغثيان.
- اضطرابات المعدة.
- القيء.
- الدوخة.
- آلام في الرأس.
- سرعة نبضات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإغماء.
أسباب الإصابة برهاب الاخطاء الاملائية
لقد اُجريت العديد من الدراسات حول هذا المرض لإكتشاف أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به. وقد أكدت بعض الدراسات على أن الإصابة بهذا المرض ليس لها أي علاقة بالجنس أو العمر أو المستوى الاجتماعي أو المستوى الدراسي. وفيما يلي توضيح لأبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الرهاب:
- إن العزلة والإنطوائية هي أحد أسباب الإصابة بهذا المرض.
- يعاني أولئك المصابين بمرض الوسواس القهري OCD من الشعور بالقلق المفرط تجاه الأخطاء اللغوية.
- رغبة البعض في إظهار تميزهم على الآخرين، مما يجعلهم يرغبون في الإنتقاد عند رؤية أخطائهم اللغوية.
- العالم الوراثي؛ حيث يمكن أن تنتقل إصابة أحد أفراد العائلة بذلك الرهاب إلى الأبناء.
تشخيص فوبيا تصحيح الأخطاء الاملائية
يتعامل الأطباء النفسيون مع فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية أو متلازمة التحذلق اللغوي على أنها أحد أشكال الوسواس القهري باعتباره المسبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض. يقوم الطبيب المختص بتشخيص حالة المريض على أنها إصابة بهذا النوع من الفوبيا من خلال طرح مجموعة من الأسئلة؛ ومن أهمها ما يلي:
- ما هي المخاوف التي تسبب لك الشعور بالقلق والخوف الشديد؟
- ما هي الأعراض التي تظهر عليك مجرد رؤية نص به خطأ لغوي أو نحوي؟
- متى بدأ ظهور أعراض تلك الفوبيا؟
- كم المدة التي تستمر خلالها ظهور تلك الأعراض؟
- هل يوجد شخص في العائلة يعاني من هذا المرض؟
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض؟
تؤكد الدراسات الحديثة على أن الأشخاص الانطوائيين أو الذين يفضلون البقاء في العزلة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
كذلك نجد أن أولئك الذين يعانون من مرض الوسواس القهري OCD هم من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به والسبب في ذلك هو شعورهم بالقلق الدائم عند رؤية نصوص بها أخطاء لغوية دون وجود سبب واضح لذلك الأمر.
طرق التخلص من رهاب تصحيح الأخطاء الإملائية
أشار الأطباء النفسيون إلى أن هناك عدة طرق يمكن للمريض إتباعها لكي يتمكن من التخلص من أعراض فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية. يقوم المعالج بإختيار أفضل طريقة للعلاج وفقًا لحالة المريض. فيما يلي توضيح لأهم طرق التخلص من تلك الفوبيا:
العلاج السلوكي المعرفي
يُعد العلاج السلوكي المعرفي من أنجح طرق العلاج للفوبيا بشكل عام؛ حيث يقوم المعالج بالتحدث مع المريض عن المخاوف التي يعاني منها عند رؤية نصوص بها أخطاء لغوية.
يبدأ المعالج بتحويل تلك المخاوف أو الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية بعد التأكيد على أنه لا يوجد أي دليل على أن تلك المخاوف حقيقة، بل هي مجرد سراب في ذهن المصاب.
التعرض
إن العلاج بالتعرض من أشهر طرق علاج الفوبيا؛ فالهدف منه هو تعرض المريض للأشياء التي تسبب له الخوف المفرط حتى تصبح تلك المخاوف أوهام، وتنتهي أعراض الفوبيا تدريجيًا.
يشاهد المصاب بعض النصوص التي تتضمن أخطاء لغوية، ثم يقوم المعالج بالتحدث مع المريض على أنه من الصعب تقبل فكرة وجود أخطاء إملائية في النص، لكن لا داعي للشعور بالانزعاج والقلق المفرط عند رؤية تلك النصوص.
إن الأفضل هو محاولة تصحيحها دون الشعور بالغضب الشديد تجاه الآخرين الذين لا يملكون القدرة على كتابة النصوص اللغوية بصورة سليمة.
العمل كمحرر أو مصحح لغوي
إذا كنت تعاني من صعوبة تقبل رؤية نص به أخطاء لغوية؛ فإنه من الأفضل أن تتجه للعمل في مجال التحرير أو التصحيح اللغوي لتحويل هذا المرض إلى أداة تساعدك لتحسين المستوى التعليمي والاجتماعي.
هل فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية مرض نفسي يؤثر على الصحة الجسدية؟
تشير الأبحاث التي أُجريت حول هذا الموضوع إلى أن تلك الفوبيا هي مرض نفسي يؤثر فقط على الصحة النفسية، وليس له أي آثار جانبية على الصحة الجسدية للشخص.
كما يمكن تحويل هذا المرض إلى أداة إيجابية لتحويل حياة المصاب إلى الأفضل، وذلك من خلال تحويل شعور القلق إلى تفكير إيجابي حول كيفية تصحيح الأخطاء الإملائية الموجودة بالنص.
وفي الختام؛ علينا أن ندرك أن فوبيا تصحيح الاخطاء الاملائية مرض نفسي يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة الشخص، ويتسبب في إصابته بالعديد من الأمراض النفسية التي تعيق إستمراره في هذه الحياة.
لكن في الوقت ذاته؛ يمكن للمصاب أن يكون لديه إرادة للتحكم والسيطرة على انفعالاته، وتحويل مهاراته اللغوية إلى عمل في مجال تصحيح اللغة بدلًا من التركيز على تصحيح أخطاء الآخرين.