علاج التوحد البسيط، من أسهل أنواع علاج التوحد، حيث أنه لا تظهر في التوحد البسيط كل أعراض اضطراب التوحد، لذا يمكن السيطرة عليه وعلى الأعراض الناجمة عنه.
لا يوجد علاج شاف تماما للتوحد ،إذ أن التوحد يعد اضطرابا نمائيا وليس مرضا، ولكن علاج التوحد البسيط يكون عن طريق جلسات التخاطب وتنمية المهارات ويكون عبارة عن زيادة إدراك الطفل للأشياء في البيئة المحيطة من حوله والسيطرة على أعراض التوحد مثل: الرفرفة والنظرة الجانبية وأيضا المشكلات الحسية التي ربما تصاحب طفل التوحد.
الفرق بين الاضطراب والمرض
قبل أن نتحدث عن علاج التوحد البسيط علينا أولاً معرفة الفرق بين الاضطراب والمرض.
قد يختلط الأمر على الكثيرين في التفرقة بين الاضطراب والمرض، حيث أن معظم الناس لا يفرقون بينهما. ولكن في الحقيقة يوجد فرق كبير بينهما. وفيما يلي سنذكر الفرق بين الاضطراب والمرض:
الاضطراب: هو عبارة عن خلل في وظائف العضو أي أنه خلل فسيولوجي، ولكن يظل العضو نفسه سليما. كما التوحد، فإنه عند الكشف على مريض التوحد نجد أنه لا يوجد سبب عضوي لذلك فمثلا المخ يكون سليم تماما ولكن يوجد خلل في وظيفته .
أما المرض: ففيه يكون العضو نفسه به مشكلة أي أنه عبارة عن خلل عضوي، مثل سرطان الدماغ أو مرض الالتهاب الكبدي الوبائي.
لا يوجد علاج شاف تماما للاضطراب، العلاج هنا يكون المقصود به السيطرة على أعراض الاضطراب.
فمثلا في التوحد يكون العلاج عبارة عن السيطرة على الأعراض الناتجة عن التوحد مثل نوبات الغضب ، لا تظهر كثيرا في علاج التوحد البسيط.
أما المرض: فله علاج شاف تماما ولو لم يكتشف بعد. أو ربما يكون العلاج عن طريق استئصال العضو المريض مثل عملية استئصال اللوزتين.
أسباب التوحد
قبل أن نتطرق الى علاج التوحد البسيط، ينبغي أن نعرف أولاً اسباب التوحد.
التوحد عامة أو مرض الذاتوية ليس له سببا معروفا حتى الآن، لأنه كما وسبق أن ذكرنا أن التوحد اضطراب وليس مرضا.
ولذلك فإن التعرف على أسبابه شيء مازال غامضا، ولكن يرجح العلماء أن التوحد أسبابه إما وراثية أو أسباب متعلقة بالبيئة المحيطة بالطفل.
فإذا كان أحد أفراد العائلة مصابا بالتوحد، فربما ينتقل التوحد إلى أحد أفراد الجيل الآخر.
أما العوامل البيئية فلا يقل دورها خطورة عن الأسباب الوراثية، كجلوس الطفل فترات طويلة أمام التلفاز، أو عزل الطفل بعيدا عن المحيطين وعدم الخروج به كثيرا، أو عدم التحدث مع الطفل كثيرا
أو عدم إعطاء الطفل الفرصة ليعبر عن احتياجاته، فتكون متطلباته مجابة حتى قبل أن ينطق بها.
اقرأ أيضاً متى يتكلم طفل التوحد؟
أعراض وتشخيص التوحد بصفة عامة
1- تبعا لمجال التواصل
من أهم المجالات التي يستدل من خلالها على وجود التوحد هو مجال التواصل والتفاعل، حيث يفقد طفل التوحد القدرة على التواصل بشكل طبيعي مع الآخرين مثل أقرانه مثل:
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه وكأنه لا يسمعك.
- يفضل اللعب بمفرده.
- يرفض العناق أو الإمساك به.
- ضعف التواصل البصري " لا يكون لديه القدرة على النظر إلى العينين ".
- غياب تعبيرات الوجه.
- ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر، مثل الفرح أو الحزن أو الغضب.
- الضحك بدون سبب.
- البكاء بدون سبب.
- الصراخ بدون سبب.
- اتباع أسلوب النمطية، فمثلا يرفض تغيير ملابسه ويصر على أن يلبس ملابس معينة ويرفض تغييرها، أو أكلة معينة ولا يقبل تغييرها.
- يبدو وكأنه منعزل عن العالم ويعيش في عالمه الخاص.
- لا ينتبه للتغييرات من حوله، إذا دخل أحد مكان هو موجود به.
- صعوبة في تقبل التغيير الذي يطرأ على شيء خاص به.
- التأخر في الكلام.
- ترديد الكلام من حوله " الإيكولاليا "، وفيها يكون طفل التوحد يكرر الكلام الموجه له تكرارا حرفيا ربما يقوله أيضا بنفس نبرة الصوت الذي تم قول الكلام بها.
- يبدو وكأنه لا يفهم كل العبارات والأسئلة الموجهة إليه.
- تفاعله الاجتماعي يكون غير مناسب.
- صعوبة في التعرف على تعبيرات الوجه، مثل الفرح والغضب والحزن والألم.
- حدوث اضطراب في الأكل: فيكون الطفل لديه مشاكل في أنه يأكل أشياء غريبة مثل الورق، التراب، الطبشور، وهكذا. ويسمى هذا الخلل باضطراب "بيكا وفيه يتم عمل لتحاليل اللازمة لبيان النقص في الأملاح والمعادن الموجودة في الجسم، فيقوم الطبيب بإعطاء الطفل المكملات الغذائية التي تساعده على التخلص من هذا الاضطراب.
2- تبعا لمجال الأنماط التكرارية:
وفيها يقوم طفل التوحد بحركات تكرارية مثل التأرجح أو الدوران حول نفسه أو أن يقوم بإدارة لعبة ولا يمل من فعل ذلك، أيضًا يقوم بأنشطة ربما تؤذيه مثل العض أو ضرب الرأس.
كذلك السير على أطراف القدم، وربما يكون لديه لغة جسد متصلبة و تكرار نغمة معينة مثل أغنية أو جملة معينة قد سمعها.
أنواع التوحد من حيث الشدة
ينقسم التوحد من حيث الشدة إلى:
- توحد بسيط الشدة والأعراض.
- توحد متوسط الشدة والأعراض.
- توحد شديد الأعراض.
ويستدل على ذلك من خلال إحدى المقاييس التي يقيس بها الأخصائي النفسي شدة التوحد وفيها يوجه الأسئلة إلى الأم مثل مقياس:
- كارز.
- جيليام.
- مقياس الذاتوية.
علاج التوحد البسيط

علاج التوحد البسيط، يكون من خلال إعطاء الطفل جلسات للتخاطب وتنمية المهارات لتحسين إدراك الطفل وزيادة قدرته على الكلام.
كما أنه يتم إعطاء الطفل جلسات " تكامل حسي" وذلك في حالة إذا كان يعاني من إحدى المشكلات الحسية مثل عدم الشعور بالألم أو رفض ارتداء الملابس أو المشي على أطراف الأصابع.
وتكون ذات فعالية كبيرة لا سيما في علاج التوحد البسيط حيث لا تكون الأعراض في التوحد البسيط شديدة، ويمكن السيطرة عليها.
لذلك فيكون علاج التوحد البسيط عن طريق:
- جلسات تنمية المهارات والتدخل المبكر.
- جلسات التخاطب.
- جلسات التكامل الحسي.
- جلسات تعديل السلوك.
- نظام التواصل عن طريق الصور "بيكس" في حالة التوحد الغير ناطق.
- الرياضة خاصة السباحة وكرة القدم.
- العلاجات الدوائية التي يصفها الطبيب.
- إدخال الطفل إلى أنشطة اجتماعية بشكل تدريجي، مثل الذهاب إلى الروضة أو إلى النادي، له فعالية كبيرة لا سيما في علاج التوحد البسيط.
من أنواع العلاجات التي لها فعالية كبيرة في علاج التوحد لا سيما في علاج التوحد البسيط هي:
- العلاج المعرفي السلوكي، حيث يساعد على اكتساب الطفل بعض المهارات المهمة لتغيير نظرتهم وسلوكياتهم تجاه المواقف التي تشعرهم بالقلق، تكون عادة في علاج التوحد البسيط.
- التعرض التدريجي للمواقف، حيث يقوم الطبيب أو الأخصائي بتعريض الطفل بشكل تدريجي لشيء هو لا يحبه أو يخاف منه.
- تمارين الاسترخاء وتكون عادة في علاج التوحد البسيط.
- العلاجات الدوائية: وهي الأدوية التي يكتبها الطبيب، لعلاج القلق المصاحب للتوحد أو لعلاج فرط الحركة المصاحب للتوحد وتكون بجرعات معينة يحددها الطبيب بنفسه. ويجب الالتزام بها ولا يتم إيقاف الدواء من تلقاء أنفسنا، وربما لا يحتاج الطبيب وصفها في علاج التوحد البسيط.
وفي الختام نكون قد شرحنا في هذا المقال الفرق بين الاضطراب والمرض، والتعرف على أسباب التوحد، والأعراض التي تكون مصاحبة للتوحد، والتعرف على شدة التوحد والتعرف على الأنواع المختلفة لعلاج التوحد خاصة علاج التوحد البسيط.
المصادر: