التوحد عند البنات هو أحد الأمراض المنتشرة على نطاق واسع بين الأطفال وذلك بسبب إصابة البعض بخلل في النمو العصبي في السنوات الأولى من حياتهم.
يؤثر التوحد على سلوك ومهارات الأطفال، كما أنه يؤثر على تواصلهم مع المحيطين بهم لما يعانيه الطفل من أعراض جسدية ونفسية تؤثر على نمط التفكير. لذلك ينصح المتخصصون بضرورة الذهاب إلى الطبيب المختص فور ظهور تلك الأعراض حتى تبدأ رحلة العلاج من هذا المرض.
من خلال موقعنا؛ نقدم جميع التفاصيل المتعلقة بهذا المرض لنتعرف على أهم أسباب الإصابة به، أهم أعراضه، وأهم النصائح العلاجية التي يقدمها الأطباء النفسيون لعلاج التوحد عند البنات.
التوحد عند البنات Autism in girls
يُعد مرض التوحد عند البنات من الاضطرابات العصبية التي تؤثر مباشرة على وظائف الدماغ. تبدأ ظهور أعراض هذا المرض عند الأطفال في سن مبكر من عمر اثنى عشر شهرًا حتى ثمانية عشر شهرًا.
لقد أشارت الدراسات الحديثة أن هذا المرض يؤثر سلبًا على حياة الطفل، ويعيق مسيرته في الحياة العلمية والعملية في المستقبل وذلك لأنه يسبب خلل في منطقة الدماغ بالجسم بين الإشارات العصبية المحفزة وكذلك الخلايا العصبية المثبطة.
أعراض التوحد عند البنات
تظهر على البنات مجموعة من الأعراض التي تؤكد الإصابة بهذا المرض، وبالرغم من ذلك لا يتمكن بعض الأطباء من إجادة تشخيص حالات الإصابة عند بعض البنات لأن الأعراض هنا تختلف عن تلك التي تظهر عند الأولاد. يمكن تلخيص أهم أعراض التوحد عند البنات على النحو التالي:
- الاعتماد المستمر على الآخرين لإرشادهم أو التحدث نيابة عنهم.
- الحساسية المفرطة للتحديات الحسية.
- يمتلك المصابون هنا الاهتمامات العاطفية لكنها تكون محدودة.
- فقد القدرة على تكوين صداقات.
- القيام بعمل محادثات مع الآخرين حول موضوعات محدودة.
- تزيد صعوبة التواصل مع الآخرين كلما تقدم المصاب في العمر.
- الخجل والهدوء الشديد.
- الإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات القلق أو غيرها من الأمراض المرتبطة بالصحة العقلية.
- صعوبة السيطرة على المشاعر.
- نوبات الصرع.
- الانفتاح مع الآخرين عندما يتعلق الأمر باهتمامات المصاب.
- يكون المصاب أكثر عرضة للتعرض للإزعاج بمختلف وسائله لذلك يفضل العزلة في المنزل.
- يقوم البعض بالدفاع عن الآخرين.
- الحساسية المفرطة تجاه الأصوات المرتفعة.
- الإصابة بنوبات غضب.
أعراض التوحد المؤقت
لماذا يصاب الأطفال بمرض التوحد؟
العوامل الوراثية
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الجينات يمكن أن تساعد في نقل هذا المرض من الآباء أو الأمهات إلى أبناءهم. كذلك نجد أن اضطراب طيف التوحد هو مرض يرتبط بشكل مباشر بالاضطراب الوراثي مثل متلازمة ريت.
كذلك نجد أن التغيرات الجينية التي تحدث لدى بعض الأطفال يمكن أن تتسبب في حدوث إصابة بالتوحد لما لها من تأثير على نمو الدماغ وعملها داخل الجسم.
العوامل البيئية
ما هي أنماط السلوك عند طفل التوحد؟
- تكرار الحركات مثل الدوران أو التأرجح.
- القيام بأنشطة قد تسبب أذى للطفل مثل ضرب الرأس أو العض.
- وجود مشكلات في التنسيق أو يمكن أن يكون لديه أنماط حركية غريبة مثل المشي على أصابع القدم أو الإصابة بالأرق.
- استخدام لغة الجسد بصورة مبالغ فيها.
- الاهتمام بتفاصيل الأشياء مثل العجلات الدوارة الموجودة في لعبة السيارة.
- الحساسية المفرطة للضوء أو اللمس أو الصوت.
- اللامبالاة تجاه الشعور بالألم أو ارتفاع درجة الحرارة.
- التركيز الغير طبيعي على نشاط محدد.
- تناول نوع محدد من الأطعمة أو عدد قليل من الوجبات والتركيز عليها فقد.
أنواع التوحد
اضطراب التوحد
متلازمة أسبرجر
الاضطراب النمائي الشامل PDD
ما هو أصعب أنواع التوحد؟
يُعد التوحد الكلاسيكي أصعب وأخطر الأنواع والسبب في ذلك هو أنه أقوى اضطرابات النمو الارتقائية لأنه يتضمن جميع السمات الخاصة بالتوحد، ويتسبب في ظهور جميع أعراضه بنسب واضحة مثل صعوبة التواصل مع الآخرين، والتلعثم، والتأخر في الكلام، وغيرها.
متى يتكلم طفل التوحد؟
يعاني نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالتوحد بفقد القدرة على الكلام بشكل سليم أو أن قدرتهم على الكلام تصبح أضعف نتيجة الإصابة بهذا المرض، وتتراوح نسبة المصابين بين 25% إلى 40% من إجمالي الأطفال المصابين بهذا المرض.
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة 47% من إجمالي أطفال التوحد يتمكنون من التحدث بطلاقة بعد عمر 4 سنوات، بينما يتمكن حوالي 70% من إجمالي المصابين من تركيب جمل واضحة.
كم من العمر يعيش مريض التوحد؟
لقد أشارت العديد من الدراسات الحديثة؛ ومنها دراسة معهد كارولينسكا إلى أن مريض التوحد قد يموت عند عمر 39 عامًا تقريبًا، كما تشير الإحصائيات إلى أن المصابين بهذا المرض قد يموتون في سن أصغر 30 عامًا مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
هل مرض التوحد ينتهي؟
لقد أشارت الدراسات السابقة التي أُجريت حول هذا الموضوع إلى أنه لا يوجد علاج محدد للتخلص من أعراض التوحد نهائيًا أي أن مرض التوحد لا ينتهي.
لكن يمكن تناول بعض الأدوية التي ينصح بها الأطباء للتقليل من آثار الأعراض على المصاب، كما أن هذا التأثير يختلف باختلاف مستوى الإعاقة.
هل التوحد له علاقة بالسحر؟
نعلم جميعًا أن الكثير من الأفراد في المجتمعات العربية لا يؤمنون بوجود فكرة العلاج النفسي، ويعتبرون هذا الأمر غير لائق ولا يجب القيام به. لذلك نجد أن البعض يرى أن ظهور أعراض التوحد هو بمثابة علامات لإصابة الشخص بالسحر والحسد .
لذلك تلجأ بعض الأسر عند إصابة أبنائهم بمرض التوحد عند البنات والأولاد إلى عزل أولادهم ومنعهم من الاندماج في المجتمع لحمايتهم من ذلك الخطر.
بالطبع يُعد هذا الأمر خاطئ لأنه لا يوجد علاقة بين السحر والتوحد؛ بل إن التوحد هو مجرد مرض ينتج عن وجود اضطرابات في الدماغ.
هل يمكن أن يتزوج مريض التوحد؟
وفقًا للإحصائيات التي تم القيام بها حول هذا الموضوع؛ لم يُثبت حتى الآن زواج أحد المصابين بمرض التوحد في المجتمعات العربية، لكن هناك بعض حالات الزواج لتلك الفئة في المجتمعات الغربية.
كما أن الدراسات الحديثة قد أثبتت أنه لا يمكن انتقال هذا المرض من الزوج إلى الزوجة أو العكس.
اقرأ أيضاً تجربتي في علاج ابني من التوحد
لماذا يصعب تشخيص حالات الإصابة بمرض التوحد عند البنات؟
في الواقع؛ يصعب تشخيص بعض حالات الإصابة بهذا المرض عند الفتيات بالرغم من ظهور أعراض المرض؛ ومنها صعوبة الكلام أو التلعثم أو تغير السلوك أو سلوكيات التحفيز الذاتي أو صعوبة التواصل الاجتماعي وذلك بسبب المعتقدات الثقافية الخاطئة.
كما أن الفتيات تكون الأعراض لديهم أقل حدة من الأولاد وأكثر هدوءًا لذلك لا يرى بعض الأطباء أن تلك الأعراض أعراض التوحد مما يتسبب في تشخيص حالات الإصابة عند الفتيات تشخيصًا خاطئًا.
طرق علاج مرض التوحد عند البنات
يُنصح العديد من الأطباء والمتخصصين بضرورة التوجه إلى زيارة الطبيب لبدء رحلة العلاج، ويتم تحديد طريقة العلاج المناسبة وفقًا لحالة المريض، وفيما يلي توضيح لأهم طرق علاج التوحد:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- استخدام علاج النطق.
- العلاج البدني.
- العلاج باستخدام اللعب.
- ينصح البعض بإتباع العلاجات البديلة مثل العلاج بالأكسجين عالي الضغط أو الميلاتونين لعلاج مشكلات النوم أو تناول جرعة عالية من الفيتامينات التي يحددها الطبيب.
كيفية التعامل مع طفل التوحد
- التحدث مع الطفل عن الإيجابيات، ومراعاة مدحهم بشكل مستمر على السلوكيات الصحيحة التي يقومون بها.
- مشاركة الطفل الأنشطة اليومية.
- وضع جدول زمني للطفل ومشاركته في اللعب.
- تقديم الدعم الكامل له.
- توفير الرعاية الصحية للطفل، ومنحه قسط كافي من الراحة.
- منحه الوقت الكافي للعلاج.