التوحد الكلاسيكي من أخطر اضطرابات النمو الارتقائية وذلك لأن المريض هنا يعاني من ظهور جميع السمات الخاصة بالتوحد والتي تؤثر سلبًا على حياته اليومية وتواصله مع الآخرين.
نظرًا لخطورة هذا النوع من التوحد على المريض؛ يجب أن يتعرف المحيطون به على أفضل الطرق التي يُنصح باستخدامها عند التعامل معه لمساعدته على التكيف مع البيئة المحيطة به.
من خلال موقعنا؛ نعرض تعريف هذا النوع من التوحد، أهم أعراض وأسباب الإصابة به، الطرق المستخدمة لتشخيصه، تأثير المرض على المريض، طرق التعامل مع المريض، والطرق العلاجية التي ينصح بها المتخصصون لعلاج التوحد الكلاسيكي.
التوحد الكلاسيكي Classic Autism
أسباب التوحد الكلاسيكي
- العامل الوراثي حيث يمكن أن ينتقل المرض من أحد أفراد العائلة إلى فرد آخر.
- يمكن أن تتسبب بعض الطفرات الجينية في الإصابة بالمرض أو أن يعاني الطفل من الاضطرابات الوراثية.
- إذا كان وزن الطفل عند الولادة منخفضًا عن معدله الطبيعي.
- التعرض للتلوث البيئي مثل السموم البيئية والمعادن الثقيلة.
- الاختلالات الأيضية.
- إذا كانت الأم تعاني من الالتهابات الفيروسية.
أعراض التوحد الكلاسيكي
مهارات التواصل الاجتماعي
- تجنب التواصل مع الآخرين والنظر إلى العين أثناء التحدث معهم.
- عدم الاستجابة أثناء نداء الطفل باسمه خاصة في عمر 9 أشهر.
- فقد القدرة على التعبير عن مشاعره مثل مشاعر الحزن أو الغضب أو السعادة.
- لا يلعب طفل التوحد الكلاسيكي بالألعاب التفاعلية البسيطة.
- عدم استخدام الإيماءات عندما يبلغ من العمر 12 شهرًا.
- لا يعبر عن اهتمامه بأي شيء.
- لا يتظاهر بأنه يمتلك قوى خارقة مثلما يفعل الأطفال عندما يبلغ 24 شهرًا من عمره.
- لا يغني ولا يرقص مثلما يفعل الأطفال.
السلوكيات
- السلوكيات المقيدة.
- تكرار الكلمات والعبارات.
- يلعب بالألعاب بنفس الطريقة في كل مرة.
- التركيز على أجزاء محددة من الألعاب مثل عجلات السيارة.
- يرفرف بيديه كثيرًا.
- يدور في دوائر بشكل متكرر.
- تختلف ردود أفعاله تجاه الأشياء المحيطة به خاصة فيما يتعلق برائحة الأشياء أو طعمها أو مظهرها أو ملمسها.
أعراض أخرى
- التأخر في اكتساب المهارات اللغوية والحركية والمعرفية.
- السلوك المفرط الاندفاعي.
- نوبات الصرع.
- تغير عادات الأكل والنوم.
- اضطراب الجهاز الهضمي.
- القلق والتوتر المفرط.
- الخوف من الأشياء المحيطة به.
هل هناك أنواع من التوحد؟
التوحد الكلاسيكي أو اضطراب التوحد
الاضطراب النمائي الشامل
يظهر هذا النوع على الأطفال في سن الثالثة حيث يعاني الطفل هنا من التأخر في التطور اللغوي مما يتسبب في فشلهم في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة سواء داخل المنزل أو مع الأفراد في المدرسة أو مكان العمل.
متلازمة أسبرجر
تختلف متلازمة أسبرجر عن غيرها من أنواع التوحد في أن المريض هنا لا يعاني من التأخر في اللغة أو الحركة، لكنه يواجه صعوبة في التعامل مع المحيطين به نتيجة خوفه الزائد من الناس، وعدم قدرته على التواصل معهم بصورة طبيعية.
اقرأ أيضاً أعراض التوحد عند البنات
كيف يتم تشخيص اضطراب التوحد؟
إن التشخيص المبكر لهذا المريض من الأمور الضرورية لأنه يساعد في تقليل حدة أعراض المرض وتأثيره على الطفل. كما أن التشخيص المبكر يزيد من فرصهم في التحسن والاندماج مع أفراد المجتمع.
تشير الإحصائيات إلى أن عملية تشخيص الحالات تتم بنسبة 50% للأطفال في سن ما قبل دخول المدرسة بوقت محدد وفقًا لحالة الطفل المرضية.
التشخيص المبكر
السلوك المقيد
يعتمد هنا الطبيب في عملية التشخيص على إجراء فحص طبي للطفل خلال العامين الأولين من عمره.
يتم ذلك في حال كان هناك أفراد من العائلة مصابين بأي نوع من أنواع مرض التوحد أو في حال ولادة الطفل قبل موعد ولادته الطبيعي أو إذا كان وزن الطفل منخفض عن المعدل الطبيعي.
ما هو أصعب أنواع التوحد؟
يُعد التوحد الكلاسيكي أصعب أنواع التوحد؛ فهو أصعب أنواع اضطرابات النمو الارتقائية وذلك لأن المريض يعاني هنا من جميع الأعراض الخاصة بمرض التوحد بنسب كبيرة وواضحة.
كما أن تلك الأعراض يصعب في كثير من الحالات السيطرة عليها ومن ثَم يصعب التواصل هنا مع المريض بمختلف صوره وأشكاله.
ما هي أخف درجات التوحد؟
تُعد متلازمة أسبرجر أخف درجات التوحد وفقًا لما أشارت إليه الدراسات الحديثة؛ فالمرضى هنا يعانون من أعراض التوحد في مراحل الطفولة الأولى، وتكون حدة الأعراض أقل بكثير من حدتها عند الإصابة بأنواع التوحد الأخرى.
كما أن المريض هنا لا يعاني من وجود مشكلات ذهنية أو عقلية لأن الأعراض تتمثل في وجود صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
ما هو الفرق بين التوحد وطيف التوحد؟
هناك فرق بين التوحد وطيف التوحد؛ حيث يشير الأطباء النفسيون إلى أن التوحد هو عبارة عن حالة مرضية تؤثر على نمو الدماغ لدى الأطفال، وتظل تلك الحالة ملازمة للمريض طوال حياته.
إن تلك الإصابة تؤثر بشكل مباشر على التنظيم الذاتي للطفل، كما أنها تؤثر على مهاراته الاجتماعية وتواصله الاجتماعي مع المحيطين به.
أما بالنسبة لطيف التوحد؛ فنجد أن هذا المصطلح يشير إلى حالة الإصابة بمشكلات تتعلق بنمو الدماغ، والتي تؤثر بدورها على سلوك المصاب وتعامله مع المحيطين به، وكذلك على طريقة تمييزه للآخرين، وبالتالي يؤثر ذلك بشكل مباشر على تفاعله وتواصله من أفراد المجتمع.
كذلك نجد أن طيف التوحد هو مصطلح علمي يتضمن الإصابة بمجموعة من الاضطرابات التي تختلف في درجة الشدة وتأثيرها على المريض؛ ومن أبرزها متلازمة أسبرجر، اضطراب الانتكاس الطفولي، والتوحد، وغيرها أي أن التوحد هو أحد أنواع طيف التوحد.
اقرأ أيضاً متي يتكلم طفل التوحد
أعمار مرضى التوحد
قام معهد كارولينسكا بعرض نتائج بحث تم إجراؤه حول هذا الموضوع والتي أكدت على أن مرضى التوحد أو مرضى صعوبات التعلم المرتبطة بهذا المرض قد يكونوا أكثر عرضة للموت في سن مبكر مقارنة بالأشخاص الطبيعيين؛ حيث أنهم قد يموتون أصغر بفارق سن ثلاثين عام.
كما أشارت نتائج البحث أن متوسط أعمار مرضى التوحد قد يكون 39 عام تقريبًا.
هل طفل التوحد ذكي؟
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن بعض الأطفال المصابين بمرض التوحد يعانون من صعوبات في التعلم، لكن هناك البعض منهم ممن يمتلكون علامات ذكاء أكبر من المعتاد.
كما أكدت تلك الدراسات على أن معدل ذكاء بعض أطفال التوحد يتراوح بين طبيعي إلى مرتفع لأنهم يمتلكون القدرة على التعلم السريع وفهم ما يحدث حولهم، لكنهم لا يمتلكون مهارات التواصل مع الآخرين.
هل التوحد نوع من الجنون؟
ما تأثير التوحد الكلاسيكي على الطفل؟
- تؤدي الإصابة إلى قيام الطفل بتكرار الكلام.
- يمكن أن يؤذي الطفل نفسه.
- الانسحاب وتجنب المواقف الاجتماعية، ومن ثَم الانعزال عن العالم الخارجي.
- الهوس بأشكال المدخلات الحسية أي أنه يمكن أن يتفاعل بعنف مع الصوت والضوء وبعض الألوان.
- الاعتماد على لغة الإشارة بسبب ضعف لغة الكلام، وفقدهم القدرة على التعبير باستخدام الكلمات والجمل.
ما تأثير التوحد الكلاسيكي على البالغين؟
- يؤدي وجود مشاكل في الكلام والتحدث مع الآخرين إلى عدم قدرة المحيطين به على تفسير اللغة الخاصة به وكذلك لغة الجسد مما يفقده قدرة التواصل مع المحيطين به.
- فقد القدرة على التواصل البصري الذي يؤدي بدوره إلى رغبة المريض في الانعزال عن أفراد المجتمع. كما أنهم يفضلون متابعة موضوعات محددة ثابتة يوميًا.
- تجنب تجربة شيء جديد حيث أنهم يفضلون البقاء في مكان الراحة المفضل لديهم الذي يمنحهم الشعور بالأمان.
- يفضل المصابون العمل في المجالات المتعلقة بأجهزة الحاسب الآلي.
- بالرغم من التأثير السلبي لهذا المرض في بعض جوانب حياة المرض. لكن علينا ألا نتغافل عن الإيجابيات المتمثلة في أن هناك نسبة من المرضى يُقال عنهم أنهم علماء لأن لديهم مهارة أو خبرة محددة تجعلهم يتميزون عن الآخرين مثل امتلاك ذاكرة استثنائية أو لديهم قدرة فنية خاصة بهم.
كيف يمكن التخلص من التوحد الكلاسيكي؟
البرامج السلوكية
التحليل السلوكي التطبيقي ABA
برنامج لوفاس لعلاج التوحد
يتضمن هذا البرنامج مجموعة من الجلسات التي تشتمل على أنشطة لتنمية مهارات الطفل التفاعلية مع الآخرين. يقضي الطفل المصاب فترة تتراوح بين 35 إلى 40 ساعة في الأسبوع.
كما تستمر الجلسة الواحدة لمدة تتراوح بين ساعتين إلى أربعة ساعات. تختلف مدة الجلسة ومدة العلاج بإستخدام هذا البرنامج وفقًا لاحتياجات الطفل.
هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال بعد أن تعرفنا على كافة التفاصيل المتعلقة بمرض التوحد الكلاسيكي، كما توصلنا إلى أفضل الطرق العلاجية للتخلص من أعراض المرض، ومساعدة المريض على الاندماج والتكيف مع البيئة المحيطة به.