هل مرض التأتأة وراثي؟ إن مرض التأتأة من الأمراض النفسية المنتشرة على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم، وقد زاد الاهتمام بدراستها في الآونة الأخيرة لما له من تأثير سلبي على حياة المريض خاصة فيما يتعلق بتواصله مع الآخرين.
تتعدد الأسباب التي ينتج عنها الإصابة بمرض التأتأة أو التلعثم في الكلام. لذلك نقدم من خلال موقعنا جميع المعلومات المتعلقة بهذا المرض لنتعرف على أهم أسباب الإصابة به، وأهم النصائح التي يجب اتباعها للتخلص من أعراضه نهائيا.
هل مرض التأتأة وراثي؟
في الواقع؛ يعد مرض التأتأة وراثي، والسبب في ذلك هو أن هناك جين واحد مسؤول عن تحديد إذا كان الشخص يعاني من التلعثم أو أصم أو ذو عيون زرقاء. بالطبع تنتقل الجينات بين أفراد الأسرة الواحدة أي أن مرض التأتأة يمكن أن ينتقل من خلال هذا الجين بين الأقارب.
كذلك أشار الباحثون إلى أن هناك حوالي 9% من إجمالي الأشخاص الذين يعانون من التأتأة يمتلكون تحولات في أحد الجينات الثلاثة. أي أن التأتأة لها علاقة بالاضطرابات الوراثية. وبذلك نكون قد تعرفنا على الإجابة الصحيحة على سؤال هل مرض التأتأة وراثي؟
اقرأ أيضاً كيف أعرف أن طفلي عنده تأتأة؟
التلعثم عند الأطفال
إن الأطفال في هذا العمر يعلمون بالضبط ما يرغبون قوله لكن مساراتهم الحركية لا تكون جاهزة تمامًا لكي يمتلكوا القدرة على إخراج الكلمات بطلاقة.
يحاول الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة إنتاج جمل أطول وأكثر تعقيدًا، وهنا تواجه دماغهم صعوبة أكبر لتنفيذ ذلك الطلب؛ حيث تزداد الحاجة إلى التحكم في المحرك المسؤول عن إصدار الكلمات، ويمكن أن ينتج هنا التلعثم.
ما سبب التأتأة في الكلام؟
يشير الباحثون إلى أنه من الصعب تحديد سبب معين للإصابة بالتأتأة في الكلام. لكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، ويمكن تلخيص تلك العوامل على النحو الآتي:
نشاط الدماغ
تشير بعض الدراسات إلى أن الجينات وتطور اللغة والبيئة المحيطة بالمريض يمكن أن يكون لهم تأثير على نشاط الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من التلعثم.
إن المناطق المسؤولة عن اللغة في الدماغ تعمل بشكل مختلف لدى الأشخاص الذين يتلعثمون أثناء التحدث والسبب في ذلك هو أن النشاط يكون أكبر في النصف المخي الأيمن خاصة لدى البالغين في حين يكون النشاط أقل في منطقة النصف المخي الأيسر المسؤولة عن إنتاج الكلام.
كذلك نجد أن الأشخاص الذين يعانون من التأتأة يواجهون صعوبة في معالجة المعلومات السمعية، كما أن رد فعلهم فيما يتعلق بالمهام الحسية الحركية يكون أبطأ مسببًا التلعثم.
العوامل البيئية
تشير الدراسات الحديثة إلى أن المشاعر السلبية الناتجة عن تعامل المريض مع المحيطين به يمكن أن تسبب مضاعفات التأتأة لأنها تؤثر سلبًا على قدراتهم على التواصل.
كذلك نجد أن الأطفال الذين يعانون من التلعثم يشعرون بالقلق والتوتر المفرط عند التحدث، وبالتالي تؤثر على التطور اللغوي لدى الأطفال في مرحلة الطفولة.
إصابات الدماغ
يمكن أن تؤدي إصابات الدماغ مثل الإصابة بالسكتة الدماغية أو غيرها أو التعرض لصدمة نفسية إلى الإصابة بالتأتأة أو ما يُعرف بإسم التلعثم المكتسب وهو يختلف تمامًا عن التلعثم النمائي فيما يتعلق بالأسباب وأعراضه.
هل الغيرة تسبب التأتأة؟
يمكن أن تؤدي الغيرة إلى الإصابة بالتأتأة. لذلك يُلاحظ أن هناك بعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة سنوات إلى ثمانية يعانون من التأتأة المفاجئة نتيجة شعورهم بالغيرة خاصة عند قدوم طفل جديد إلى العائلة.
كما علينا أن نعي أن أسلوب التربية يمكن أن يكون سببًا في إصابة الطفل بالتلعثم نتيجة تعرضه للإهانة أو الإيذاء النفسي أو الجسدي.
كيف اتخلص من التأتأة بسرعة؟
يمكن أن يتخلص المريض من مرض التأتأة بسرعة من خلال اتباع مجموعة من النصائح؛ ومن أبرزها ما يلي:
- يجب تفعيل دور الأسرة لمساعدة الطفل على التخلص من التأتأة وذلك من خلال مراعاة تخصيص وقت كافي للتحدث مع المصاب، ومنحه الفرصة الكاملة للتعبير عن أفكاره دون مقاطعته.
- اتباع إحدى الطرق العلاجية؛ ومن أبرزها العلاج السلوكي المعرفي، الأجهزة الإلكترونية، التخاطب، وغيرها من الطرق العلاجية الأخرى التي تُحدد من قِبل الطبيب المختص وفقًا للحالة.