لماذا يتلعثم الشخص؟ إن مرض التلعثم هو أحد الأمراض النفسية العصبية المعروفة؛ حيث ينتج عنه حدوث مجموعة من الاختلالات الخاصة بطلاقة الكلام.
بالتالي يؤثر ذلك الأمر على تعاملات الشخص المتلعثم مع الآخرين لأنه لا يجيد التحدث بسرعة مما قد يتسبب في شعورهم بالملل أو عدم قدرتهم على فهم ما يقوله نتيجة وجود تلك الاختلالات.
من خلال موقعنا؛ سنتعرف على أهم العوامل التي يمكن أن تتسبب في إصابة الشخص بالتلعثم، وأهم الأعراض المصاحبة لهذا المرض. كما نقدم بعض النصائح للآباء والأمهات لكي يتمكنوا من مساعدة أطفالهم في التغلب على هذا المرض وتأثيره على حياتهم.
لماذا يتلعثم الشخص؟
يشير الباحثون إلى أن الشخص يتلعثم نتيجة وجود مجموعة من العوامل؛ ومن أبرزها العوامل الوراثية، تطورات اللغة منذ مرحلة الطفولة المبكرة، العوامل البيئية، بنية الدماغ وأدائها في القيام بوظائفها المتعلقة باللغة والنطق.
فيما يلي شرح توضيحي لتلك العوامل لنتعرف بشكل أكثر وضوحًا على لماذا يتلعثم الشخص؟
العوامل الوراثية
إذا نظرنا في التاريخ العائلي لمرض التلعثم؛ سنجد أنه ينتقل بين أفراد العائلة الواحدة لأنه يتأثر بالجينات أو العوامل الوراثية. أي أننا في حال وجدنا طفل يعاني من التلعثم؛ علينا أن ندرك أن في الغالب يكون لديه أقارب يعانون من هذا المرض.
على سبيل المثال؛ نجد أن التوائم المتطابقة التي تشترك في التركيب الجيني تكون لديها أنماط متشابهة من التلعثم أكثر من تلك الموجودة في التوائم الأخوية.
من جانب آخر؛ أشارت الأبحاث التي أُجريت حول هذا الموضوع إلى أن الذكور هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالتأتأة أكثر من الإناث. كما أن الإناث هن الأقل عرضة للاستمرار في التلعثم بعد مرحلة البلوغ.
العوامل البيئية
تشير الدراسات الحديثة إلى أن المشاعر السلبية يمكن أن تكون سببًا في إصابة بعض الأطفال بالتأتأة أو التلعثم. كما أن المشاعر السلبية التي لها علاقة بالتحدث يمكن أن تزيد من توتر المريض وبالتالي تؤثر سلبًا على قدرته على التواصل.
لكن علينا أن نعي أن العوامل العاطفية والبيئية لا يمكن أن تكون سببًا رئيسيًا للتلعثم. لكنها في الوقت ذاته تشكل عبئًا على الأطفال خاصة أولئك الذين يشعرون بالحرج من التحدث أثناء مرحلة تطور اللغة والنطق.
بنية الدماغ
أكدت بعض الدراسات الحديثة على أن الجينات وتطور اللغة يمكن أن يكون لهم تأثير على نشاط الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من التأتأة. كما أننا إذا نظرنا إلى بعض المناطق المسؤولة عن النطق واللغة في الدماغ؛ سنجد أنها تعمل بشكل مختلف لدى الأشخاص الذين يتلعثمون.
إن أحد الأسباب التي تؤدي إلى التأتأة هو أن نشاط منطقة النصف المخي الأيسر بالدماغ يكون أقل منه في منطقة النصف المخي الأيمن وهو الجزء المسؤول عن إنتاج الكلام. كما أن ذلك الأمر يتسبب في وجود صعوبة لدى المتلعثم في معالجة المعلومات السمعية والبصرية وتحويلها إلى كلمات باستخدام المهام الحسية الحركية.
كيف اعرف ان عندي تأتأة؟
تظهر على مريض التلعثم أو التأتأة مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية؛ ومن أبرزها ما يلي:
- التوقف فجأة عن الكلام عندما يكون الفم في الوضع الصحيح لقول الكلمة لكن الشخص لا يتمكن من إصدار صوت الكلمة، ويستمر ذلك لعدة ثواني.
- يستخدم البعض بعض الكلمات التي يعرفونها جيدًا والتي تُسمى بالمدخلات لتأخير قول كلمة معينة صعبة بالنسبة لهم. مثال على ذلك؛ يمكن أن يقول المريض ممم أو أعجبني أو أعني أو حسنًا أو غيرها من الكلمات المشابهة.
- التردد كثيرًا قبل نطق أي كلمة.
- الإطالة عند قول بعض الكلمات أو المقاطع الصوتية.
- الإطناب في بعض الحالات والذي يعني استبدال بعض الكلمات بأصوات معينة أو المبالغة في استخدام الكلمات بدون وجود ضرورة لذلك.
- يعاني أيضًا المريض من مجموعة من الأعراض الجسدية مثل حدوث وميض سريع، ارتجاف الشفتين، ارتجاف الفك، شد الجزء العلوي من الفك، وغيرها.
بعض النصائح للتخلص من التلعثم في الكلام
هناك مجموعة من النصائح التي يقدمها المتخصصون لأولئك الذين يعانون من التلعثم وذويهم للتخلص من أعراض المرض؛ ومن أبرزها ما يلي:
- التحدث ببطء لأن ذلك الأمر يساعد على التخلص من الشعور بالتوتر.
- تجنب استخدام الكلمات التي تسبب التلعثم.
- استخدام اليقظة الذهنية لما لها من دور فعال في تقليل التوتر والقلق.
ننتقل الان لنتعرف على كيف أكون جذابة في الكلام؟