برنامج المقواير لعلاج التأتأة هو عبارة عن برنامج علاجي يتضمن مجموعة كبيرة من الدورات التدريبية مكثفة لمدة تتراوح بين ثلاث إلى أربع أيام يتم خلالها تعلم الشخص مجموعة من الطرق والأساليب للتحكم في نسبة التأتأة التي يعاني منها الشخص.
ومن خلال موقعنا؛ نوضح لكم التفاصيل كاملة حول هذا البرنامج وآلية عمله، وكيف يمكن الوصول إلى أفضل نتيجة لعلاج التأتأة مع عرض بعض التجارب لأشخاص قاموا بإستخدام هذا البرنامج ووجدوا نتيجة فعالة في علاج التأتأة.
برنامج المقواير لعلاج التأتأة
برنامج مقواير هو أحد البرامج التي تم تأسيسها على يد واحدًا من الذين عانوا من مرض التأتأة وهو ديف مقواير وذلك منذ عام 1995، وهو من البرامج المشهورة بمنطقة الشرق الأوسط التي تم استخدامها في مجال العلاج النفسي للمساعدة في حل مشكلة التأتأة و التحكم فيها خلال السنوات الماضية بعد أن أثبت فعاليته في علاج عدد من الحالات التي كانت مصابة بالتأتأة.
نظرًا لأهمية هذا البرنامج العلاجي؛ قامت العديد من الدول بعمل دورات تدريبية حول هذا البرنامج في ما يقرب من 18 دولة، وقد تجاوز عدد الخريجين 8000 شخص.
من هم القائمين على تنفيذ برنامج المقواير في العالم؟
إن القائمين على تنفيذ برنامج المقواير هم في الأساس كانوا مرضى تأتأة وأصبحوا الآن متدربين في مجال علاج التأتأة بإستخدام برنامج المقواير في العديد من بلدان العالم.
تشير الدراسات التي أُجريت عن هذا البرنامج إلى أن بداية استخدامه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 2014، وبالفعل نجح في تحقيق انتشارًا واسعًا؛ حيث أصبح عدد الأعضاء في هذا البرنامج التدريبي حوالي 80 عضو في المنطقة.
تُقام الدورات التدريبية الخاصة بعملية تطبيق البرنامج لعلاج التلعثم باللغة العربية والإنجليزية، كما تحرص الجهات المختصة بالمنطقة العربية على القيام بترجمة البرنامج بالكامل وأدواته وآليات تنفيذه باللغة العربية لكي يتم تقديمه إلى الناس التي تعاني من التأتأة في المجتمع العربي على يد متخصصين عرب.
تجارب سابقة نجحت في التخلص من التأتأة بإستخدام تطبيقات برنامج McGuire
نواف النصيان
نواف النصيان هو أحد المنضمين إلى برنامج المقواير منذ عام 2016، وقد أشار إلى أن تجربته مع هذا البرنامج كانت ناجحة خاصة أنه حرص على الذهاب لزيارة العديد من عيادات التخاطب لعلاج التأتأة لكنها لم تحقق النتيجة المطلوبة مثل تلك التي نجح في الوصول إليها مع هذا البرنامج.
راشد المرى
انضم راشد المرى إلى برنامج المقواير منذ عام 2015، وقد ذهب للتدريب في هذا البرنامج لأنه كان يرغب في التحدث لإخبار من حوله عن نفسه. لقد كانت التأتأة عائق حقيقي له في حياته يومية لأنه لم يكن لديه القدرة على التحدث مع الآخرين والتواصل معهم بصورة طبيعية.
فرحان الدوسري
فرحان الدوسري هو شاب يبلغ من العمر 24 عام وهو من مواليد مدينة الخرج. كان هذا الرجل على متن طائرة أثناء رحلة سفر له، وانتهز تلك الفرصة لكي يخبر الجميع بمعاناته مع مرض التأتأة ومحاولاته في تلقي علاج لها والذي نصحه به أحد الأطباء من خلال ممارسة بعض التمارين التي من شأنها أن تساعده في التحكم في هذا المرض.
بعد مرور فترة من الزمن؛ شاهد فرحان الدوسري تغريدة لأحد المتخصصين في علاج التأتأة وهو الأستاذ محمد الدغيبلي والتي تضمنت فيديو عن أحد المتدربين في برنامج المقواير، ورأى تأثير هذا البرنامج وفعاليته ليقرر منذ تلك اللحظة الاشتراك في هذا البرنامج McGuire programme.
آلية عمل برنامج المقواير لعلاج التأتأة
يُعد برنامج المقواير لعلاج التأتأة من أفضل البرامج المستخدمة في التخلص من التلعثم، وذلك من خلال الحصول على تدريب شخصي، والاستفادة من دعم الأصدقاء الذين يعانون من نفس المرض، واتباع المنهجية القائمة على أسس علمية، وغيرها من الأمور التي تلعب دورًا مهمًا في اكتساب المتدرب الثقة والمهارات الواجب اكتسابها للنجاح في التغلب على جميع التحديات المتعلقة باللغة والكلام.
علاوة على ذلك؛ يساعد هذا البرنامج في اكتشاف المريض لذاته ويمكّنه من التعامل الفعال إذ يوفر البرنامج إمكانية المشاركة في محادثات صوتية يومية أو تلقي خطابات والتي من شأنها أن تساعد في التخلص من مشاكل التحدث الناتجة عن التأتأة.
اقرأ أيضاً الدليل الشامل لعلاج التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
تأثير برنامج المقواير في التغلب على التلعثم
يعتبر برنامج المقواير أو المغواير من أنجح الطرق العلاجية للتخلص من التأتأة وفقًا لآراء الآلاف الذين شاركوا في هذا البرنامج ونجحوا في امتلاك الأدوات التي من شأنها أن تساعد في التحكم في التأتأة وذلك بإستخدام الأدوات النفسية والجسدية.
كذلك يتعلم المتدربون هنا مجموعة من التقنيات الفعالة التي تساعدهم في السيطرة على التأتأة مع تطوير مهارات الثقة بالنفس لكي يتمكنوا من التواصل مع الآخرين بطلاقة. لذا يعتبر المقواير طريقة علاجية لجوانب متعددة من التأتأة؛ ومن أبرزها الجوانب الجسدية والنفسية .
على الجانب الآخر؛ علينا أن نعي أن هذا البرنامج قد نجح بالفعل في علاج الآلاف من حالات التأتأة في منطقة الشرق الأوسط، لكنه في الوقت ذاته ليس العلاج النهائي للتخلص تمامًا من التأتأة؛ حيث أنه يساعد الشخص في التحكم في طريقة التحدث مع الآخرين، وتطوير مهارات التواصل مع المحيطين به.
هل يمكن تطبيق برنامج المقواير في المدارس والجامعات؟
أكدت الدراسات الحديثة على أن هذا البرنامج يمكن تطبيقه في المدارس والجامعات إلى جانب استخدامه في عيادات علاج اضطرابات اللغة وعلاج النطق والمستشفيات. تتجلى أهمية هذا البرنامج في أنه يتبنى مجموعة من المبادئ العلاجية القائمة على أن التأتأة يمكن تعريفها على أنها اضطراب تواصلي يصعب فهمه وتحليله نتيجة عدم وجود أسباب ثابتة لحدوثه.
كما أكد القائمون على هذا البرنامج على أن تلك المشكلة يصعب علاجها والتخلص من أعراضها نهائيًا، لكن يمكن أن يشعر المريض بفارق كبير بعد بدء أولى خطوات العلاج بإستخدام البرنامج خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على الأعراض، والتحكم في طريقة التحدث مع الآخرين لكي يتمكن من التواصل معهم بسهولة في المواقف الحياتية المختلفة بصورة أكثر فاعلية وقبولًا.
اقرأ أيضاً علاج التلعثم عند الكبار بالأدوية
كيف يساعد برنامج المقواير على التحكم في التأتأة؟
يتكون برنامج المقواير من مجموعة من التدريبات التي يتم تقديمها إلى مرضى التأتأة من خلال مجموعة من الأشخاص الذين عاشوا نفس المعاناة أي أنهم ليسوا معالجين للنطق بل إنهم أشخاص يتفهمون تمامًا الاحباطات والقلق والمخاوف التي تصاحب الإصابة بمرض التأتأة، ويدركون تمامًا كيف يمكنهم التوصل إلى نقاط القوة لدى الشخص للتغلب على هذا المرض.
لقد خضع القائمون على برنامج المقواير لعلاج التأتأة للعديد من التدريبات الصارمة التي تهدف إلى تطوير المعرفة والمهارات لدى المريض. كما أنهم كرسوا حياتهم من أجل مساعدة مرضى التأتأة في كل مكان بالعالم لمساعدتهم على التغلب على التلعثم الذي يشكل عائقًا كبيرًا لهم في الوصول إلى أحلامهم.
كذلك نجد أن من أبرز مزايا هذا البرنامج التي جعلته يحقق نجاحًا كبيرًا في علاج هذا المرض هو المتابعة بعد الانتهاء من الدورة التدريبية لكي يتمكن الشخص من معرفة الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه للوصول إلى أهدافه.
يتيح لك البرنامج التواصل مع المتدربين مرة أخرى في أي وقت إلى جانب تحديد الأسس الذي يجب مراعاتها أثناء رحلتك في الحياة التي من شأنها أن تساعدك على تحقيق أهدافك.
كما يمكنك البرنامج من الاشتراك في مناقشات جماعية سواء كانت تلك المناقشات محلية أو دولية عبر شبكة الانترنت، وبالطبع يساعد هؤلاء الأشخاص المريض في حل مشكلته وتقديم النصيحة الصحيحة التي تتناسب مع طبيعة الموقف أو المشكلة.
كيف يمكنني المشاركة في برنامج المقواير؟
يمكن المشاركة في هذا البرنامج من خلال الدخول على الموقع الرسمي للبرنامج. كما يتيح الموقع خدمة إمكانية الاستفادة من الحضور لعدة أيام مجانًا للأشخاص الذين يرغبون في معرفة المزيد عن هذا البرنامج.يمكنك الدخول للموقع الرسمي للبرنامج من خلال رابط الموقع الرسمي لبرنامج المجواير
متى تذهب التأتأة؟
تبدأ الإصابة بمرض التأتأة في سن مبكر لدى النسبة الأكبر من المصابين بهذا المرض خاصة خلال سنوات الطفولة المبكرة للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين 3 إلى 6 سنوات.
يمكن أن تذهب التأتأة دون تدخل أي طبيب مع مرور الوقت وتصل نسبة هؤلاء إلى حوالي 80% من إجمالي المصابين بهذا المرض. بينما يضطر البعض للذهاب إلى طبيب مختص في حال استمرار الإصابة بهذا المرض لتجنب حدوث مضاعفات التأتأة.
مضاعفات التاتاة
- يفقد مصاب التأتأة ثقته بنفسه.
- يواجه صعوبة شديدة في التعامل مع الآخرين.
- فقد القدرة على التحدث مما يجعله يتجنب الكلام مع المحيطين به.
- عدم المشاركة الاجتماعية.
- يمكن أن يؤدي الأمر إلى انتحار الشخص لأنه لا يملك القدرة على التعامل مع العالم المحيط به، كما أنه لا يملك القدرة على تحقيق أحلامه وأهدافه.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال بعد أن تعرفنا على برنامج المقواير لعلاج التأتأة بما في ذلك آليات عمل البرنامج، تأثيره على مرضى التأتأة، التقنيات التي يعتمد عليها هذا البرنامج. كما قمنا بعرض أبرز التجارب التي نجحت في التحكم في أعراض التأتأة من خلال تقنيات هذا البرنامج.
المراجع
بقلم..
د محمود عمر
طبيب بشري متلعثم متعافي يقدم من خلال هذا الموقع معلومات قيمة حول التأتأة لامساً معاناة المتلعثمين العرب ونتطرق الى الحلول المختلفة لتلك المشكلة سواء النفسية أو من خلال التخاطب أو من خلال الطرق الجديدة مثل برنامج مقواير أو مبادرة اسمعني..
