التلعثم في الصلاة هو واحد من المشكلات التي تواجه الكثير من الناس لذا يتسائل هؤلاء هل التلعثم في الكلام يؤثر على صحة الصلاة؟ ومن خلال موقعنا نشارككم الإجابة على هذا السؤال الذي يشغل بال الكثير من مصابي التاتاة، ونوضح لكم أهم أسباب التلعثم في الصلاة.
التلعثم في الصلاة
ما حكم التلعثم في الصلاة؟ هو أحد الأسئلة المطروحة من قِبل مصابي التلعثم؛ حيث يرغب هؤلاء في التأكد من أن الصعوبة في القراءة اثناء الصلاة و عدم قدرتهم على نطق القرآن أو قراءة التشهد بالشكل الصحيح ليس له تأثير على صحة صلاتهم.
وقد أشار رأى الفقهاء إلى أن التلعثم بشكل عام هو أمر خارج عن إرادة الشخص لذلك يجوز التلعثم أثناء تأدية الصلاة والسبب هو أن التلعثم مشكلة ومرض يصعب على المريض التحكم فيه والسيطرة عليه.
أسباب التلعثم في الصلاة
- الشعور بالخوف والقلق والتوتر.
- فقد القدرة على التركيز اثناء الصلاة نتيجة الانشغال بالتفكير في امور أخرى.
- إذا كان الفرد يفكر في تخيلات وأفكار مزعجة تسبب شعوره بالرهبة والخوف المفرط.
- التعرض للضغط النفسي أو الإرهاق الشديد في العمل؛ حيث ينتج عن ذلك الأمر فقد القدرة على التركيز.
- الإصابة بالجلطة الدماغية والتي تتسبب في النطق بكلام غير مفهوم و التلعثم خلال الحديث.
- إصابات الرأس التي من شأنها أن تفقد الشخص القدرة على التركيز، ومن ثَم يعاني الشخص من التاتاة.
- الإصابة بالحبسة التقدمية الأولية والتي ينتج عنها تلعثم في الكلام لكنه يظهر تدريجيًا على الشخص وليس مرة واحدة.
- التاريخ العائلي؛ حيث يمكن أن يتم انتقال المرض من فرد لآخر في العائلة التي يعاني أحد أفرادها من التلعثم في الصلاة.
ما هي الأعراض الرئيسية للتلعثم في الصلاة؟
- أن يعاني الشخص من وجود الـ صعوبة في الكلام عند قراءة القرآن في أي صلاة.
- عدم القدرة على مد الأصوات بدون قصد.
- فقد القدرة على قول العبارة كاملة بل انه يحاول أن يبني أجزائها حتى يصل في النهاية إلى المعنى الكامل للعبارة أو الجملة.
- ألا يكون لديه القدرة على قراءةِ الذكر اثناء الصلاة بطلاقة.
- الحاجة إلى المزيد من التفكير قبل نطق أي عبارة حتى لا يحدث قطع في الكلام اثناء التحدث مع الآخرين.
هل التلعثم ابتلاء من الله؟
إن إصابة شخص بالتلعثم وعدم قدرته على قراءة القرآن الكريم بطلاقة في الصلوات؛ فهذا يعني أن الشخص ربما يكون مبتلى ابتلاء عظيم للغاية لكون التاتاة هي مرض مزمن.
وقد أشار العديد من الفقهاء في الدين أن مرض التلعثم لا يبطل الصلاة ولا يترتب عليها إعادة الصلاة والوضوء ثانية لقبول الصلاة، وأنه يأخذ أجر جميع الصَلوات الخمس عند تأديتها.
على الجانب الآخر؛ علينا الإشارة إلى أن هناك فرق كبير بين الشخص الذي يتلعثم في الصلاة أو يقطع في الحروف عند قراءة الآيات من المصحف لأنه مريض، وبين الشخص الذي يتعمد ارتكاب اخطاء اثناء تأدية أي ركن من أركان الصلاة سواء في الركوع أو السجود أو غيرها.
إن الشخص الذي يتأتأ اثناء الصلاة نتيجة إصابة مقبولة صلاته لأن هذا المرض يصعب علاجه بشكل نهائي، أما المتعمد؛ فصلاته غير مقبولة لما يرتكبه من خطأ كبير في الصلاة بدون أي عذر.
ما الفرق بين التأتأة والتلعثم؟
يرى الكثير من الناس انه لا يوجد فرق بين كل من التاتاة والتلعثم. وفي الواقع؛ هناك فرق بسيط بين كل منهما؛ وهو أن التاتاة هي تكرار الشخص للكلام سواء عند قراءة الكلمات كاملة أو الإطالة عند قراءة الأصوات أو إيجاد الشخص صعوبة عند قراءة بعض الكلمات.
اما التلعثم؛ فهو اضطراب في الكلام، ويمكن أن يحدث لأي فرد من حين لآخر. أي أنني يمكن أن أصاب بالتلعثم وإن لم أكن أعاني من التاتاة باستمرار، وينتج عن التلعثم هنا صعوبة في التواصل مع المحيطين به، إلى جانب شعوره بالمشاعر السلبية عند الكلام لفقد القدرة على التحدث بطلاقة لفترة محددة.
اقرأ أيضا كل التفاصيل حول برنامج المقواير لعلاج التأتأة
هل التلعثم في الصلاة وراثي؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التلعثم يمكن أن يكون وراثيًا؛ حيث يميل هذا المرض إلى الانتشار بين أفراد الأسرة الواحدة مما أدى إلى تأكيد العديد من الباحثين على أن التلعثم بشكل عام يمكن أن ينتج عن وجود تشوهات وراثية أو جينية.
كيف التخلص من التلعثم في الصلاة؟
يعاني البعض من التلعثم في الصلاة بسبب الإصابة بما يُعرف بإسم وسواس التلعثم في الصلاة أو بسبب إصابتهم بشكل عام من التلعثم. وقد أشار الأخصائيون إلى أن التلعثم يمكن علاجه بصورة تدريجية للحد من أعراضه وتأثيرها على الشخص خاصة عند تأدية الصلاة و النوافل من خلال اتباع إحدى الطرق الآتية.
علاج وسواس التلعثم في الصلاة
يؤكد الباحثون على أنه يمكن التخلص من أعراض وسواس التلعثم من خلال الحرص على الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل بدء الصلاة.
كما عليك الإكثار من الصلاة على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عدة مرات، إلى جانب الإكثار من ذكر الله و اعادة ذلك كله في كل صلاة سواء في صلاة الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء.
كما عليك مراعاة أن تخالف دائمًا ما يدور في ذهنك في هذا الوقت وأن تقول قبل بدء صلاتك بسم الله حتى تختفي تلك الأفكار من ذهنك من تلقاء نفسها.
اقرأ أيضاً التلعثم الارادي | أحدث طرق التخلص من التأتأة
العلاج المعرفي السلوكي
أذا كنت تعاني من التلعثم بصفة مستمرة؛ فانت بحاجة للذهاب إلى طبيب نفسي للعلاج بإستخدام العلاج السلوكي المعرفي الذي يعتمد على معرفة أسباب التلعثم والأفكار التي تدور في ذهن المريض، والعمل على علاجها وكيفية استبدالها بأفكار إيجابية تساعد بطرق تفكير إيجابية للحد من الاعراض السلبية للتلعثم.
قراءة القرآن بإستمرار لعلاج التلعثم
يشير بعض الباحثين إلى أن يمكن الشفاء من التلعثم في الصلاة من خلال قراءة القرآن الكريم لـ ساعات، والعمل على تكرار الآيات فترة من الوقت. كما يمكن أن يساعد معرفة تفسير القرآن الكريم في محاولة جعل المريض يقرأ قراءة صحيحة. تُعد تلك الطريقة من طرق العلاج الناجحة في حال كانت حالة التلعثم بسيطة ويسهل علاجها.
كما يمكنك مشاركة تلك القراءة مع المتخصصين في أيام محددة للقيام بمهمة تحسين قراءتك والعمل على التخلص من أخطائك في القراءة أو التسميع بنفس طريقة الشيوخ الذين علمونا كيفية قراءة القرآن بأسلوب سهل وبسيط.
وأخيرًا عليك أن تكون أن هناك أنواع متعددة لعلاج التلعثم في الصلاة ، ويجب أن يبدأ المصاب في العلاج الذي يحدده الدكتور المختص والاستمرار في العلاج حتى يمكن من التخلص بـ اصابته بالتلعثم في الصلاة حتى يتمكن من قراءة أن سورة بطريقة صحيحة للصلاة بشكل صحيح بدون أي أخطاء لغوية ناتجة عن التاتاة أو التلعثم في الكلام.
المراجع
بقلم..
د محمود عمر
طبيب بشري متلعثم متعافي يقدم من خلال هذا الموقع معلومات قيمة حول التأتأة لامساً معاناة المتلعثمين العرب ونتطرق الى الحلول المختلفة لتلك المشكلة سواء النفسية أو من خلال التخاطب أو من خلال الطرق الجديدة مثل برنامج مقواير أو مبادرة اسمعني..
